طهران – (رياليست عربي): بعد أنباء عن هجمات صاروخية استهدفت مقار جهاز الموساد ووحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، هذه التطورات تأتي ضمن سلسلة تصاعدية من الاشتباكات غير المباشرة بين طهران وتل أبيب، التي تحولت إلى مواجهة مفتوحة تشمل الضربات الصاروخية والحرب السيبرانية والعمليات الاستخباراتية.
وتفيد مصادر متطابقة أن الهجمات الأخيرة نفذت باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيرة، مستهدفة مواقع حساسة تابعة للأجهزة الأمنية الإسرائيلية. ويُعتقد أن هذه العملية جاءت رداً على اغتيال مسؤولين إيرانيين وعمليات تخريب ضد المنشآت النووية الإيرانية التي تنسبها طهران لإسرائيل.
من جهتها، تتخذ إسرائيل إجراءات أمنية مشددة، حيث تم تعزيز أنظمة الدفاع الجوي ووحدات الاستخبارات، بينما تهدد برد “قاس وغير مسبوق”. أما إيران فتصر على حقها في الرد على ما تسميه “العدوان الإسرائيلي المتواصل”، في إشارة إلى سلسلة الاغتيالات والهجمات السيبرانية التي تستهدف برنامجها النووي.
وتتصاعد المخاوف من تحول هذه المواجهة إلى حرب إقليمية شاملة، خاصة مع وجود قوات أمريكية في المنطقة وزيادة النشاط العسكري الروسي في سوريا. وتحث دول أوروبية على ضبط النفس، بينما تحذر روسيا من تداعيات أي تصعيد إضافي على استقرار الشرق الأوسط.
يأتي هذا التصعيد في توقيت بالغ الحساسية، حيث تتعثر المفاوضات حول الملف النووي الإيراني، وتتشدد المواقف الإسرائيلية الرافضة لأي تفاهم مع طهران. كما تتزامن الأحداث مع تحضيرات أمريكية لانتخابات رئاسية قد تغير خريطة التحالفات في المنطقة.
تحليل الخبراء يشير إلى أن كلا الطرفين يخوضان حرباً بالوكالة عبر وكلاء إقليميين، لكن الهجمات المباشرة الأخيرة تنذر بمرحلة جديدة أكثر خطورة. فإسرائيل تعتبر أن أي تهديد وجودي يتطلب رداً سريعاً وحاسماً، بينما ترى إيران أن التصعيد ضروري لردع الخصوم وحماية مكتسباتها الإقليمية.
في ظل غياب قنوات اتصال مباشرة واشتداد الخطاب العدائي، تظل المنطقة على شفا انفجار كبير قد تتجاوز تداعياته الحدود الإقليمية. وتزداد المشكلة تعقيداً مع تنامي القدرات الصاروخية الإيرانية وتطور الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية، مما يجعل أي مواجهة محتملة أكثر تدميراً من أي وقت مضى.