واشنطن – (رياليست عربي): قررت الولايات المتحدة وحلفاؤها إنهاء المهمة العسكرية لقوات التحالف الدولي في العراق؛ وستبدأ الفترة الانتقالية في سبتمبر وتستمر لمدة عام، وفق ما صرح به، ممثل رفيع المستوى للإدارة الأمريكية للصحفيين خلال مؤتمر صحفي خاص.
يشار إلى أن هذه الخطوة لا تمثل انسحابا للقوات، ويوجد حالياً حوالي 2500 جندي أمريكي في العراق، وحوالي 900 في سوريا كجزء من التحالف.
“هذه فترة انتقالية، هذا انتقال من مهمة عسكرية للتحالف إلى علاقة أمنية ثنائية موسعة بين الولايات المتحدة والعراق”.
ووفقا له، على الرغم من تقليص عمليات التحالف، فإن واشنطن لا تنوي سحب قواتها من العراق في إطار هذه الخطة.
إلى ذلك، أشار ممثل عن الإدارة الأمريكية إلى أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة سيواصل عملياته في سوريا حتى سبتمبر 2026 على الأقل، على الرغم من قرار تقليص العمليات في العراق المجاور، وأكد أن واشنطن تعتزم مواصلة دعم عمليات شركائها في الشرق الأوسط لمكافحة تهديد داعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام منظمة إرهابية محظورة في الاتحاد الروسي) سواء في المنطقة أو في محيطها.
وفي وقت سابق، في 20 سبتمبر/أيلول، ذكرت صحيفة بوليتيكو أن الولايات المتحدة تخطط للإعلان عن خطط لسحب القوات الأمريكية من العراق الأسبوع المقبل، وبحسب مصادر الصحيفة، فإن المفاوضات حول هذه الخطة التي ستؤدي إلى انسحاب 2.5 ألف جندي أميركي من العراق بنهاية عام 2026، وصلت إلى مراحلها النهائية.
وفي 11 أغسطس/آب، علمت وكالة “تسنيم” بالخطط الأمريكية لبدء سحب القوات من العراق في سبتمبر/أيلول 2025، يشار إلى أن وزير الخارجية العراقي سيزور واشنطن في سبتمبر المقبل للإدلاء بتصريح مماثل خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي.
ومع بداية العام، أصبح معروفاً أن الحكومة العراقية بدأت عملية انسحاب التحالف العسكري الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة من البلاد، صرح بذلك محمد شياع السوداني بعد أن نفذ الجيش الأمريكي غارة جوية في بغداد، أدت إلى مقتل القائد الميداني المؤثر مشتاق الجوار.
من جانبه، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن الولايات المتحدة والعراق سيبدآن قريباً مفاوضات بشأن الانتقال من الوجود العسكري للتحالف للقوات الأميركية في البلاد إلى “تعاون ثنائي مستدام” في المجال الأمني .
وأشار السفير الروسي في العراق إلبروس كوتراشيف، إلى أن العراق لا يطالب الولايات المتحدة بتعويضات عن الغزو، على الرغم من أن الأضرار الناجمة عن الاحتلال – ديموغرافية واجتماعية واقتصادية وبيئية والسياسية – هائلة.
وجدير بالذكر أن القوات المشتركة للولايات المتحدة والتحالف المناهض للعراق بدأوا عملية عسكرية ضد العراق في 20 مارس 2003، وكان السبب الرسمي للغزو هو المعلومات الواردة من أجهزة المخابرات الأمريكية، التي زعمت أنها عثرت على أدلة على تطوير أسلحة الدمار الشامل في العراق، وبعد ذلك، لم يتم العثور على دليل قوي على ذلك، وفي ديسمبر/كانون الأول 2011، غادر آخر طابور من القوات الأمريكية العراق.
تم إنشاء التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش، منظمة إرهابية محظورة في الاتحاد الروسي) بقيادة الولايات المتحدة في عام 2014، عندما احتلت الجماعة حوالي ثلث أراضي العراق، وفي ديسمبر/كانون الأول 2017، أعلنت بغداد الهزيمة النهائية للجماعة الإرهابية، لكن قوات الأمن العراقية تواصل تنفيذ عمليات لتدمير داعش تحت الأرض.