بكين – (رياليست عربي). أعلنت الصين أنها ستشدد اعتباراً من الخميس القيود على صادرات الفضة، في خطوة توسّع نطاق الضوابط المفروضة على المعادن التي باتت تُعدّ استراتيجية لسلاسل الإمداد الصناعية والدفاعية في الولايات المتحدة، وتبرز النفوذ المتزايد لبكين في مجال الموارد الحيوية.
وأثارت الخطوة ردود فعل حادة في الخارج. فقد انتقد إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، القرار خلال عطلة نهاية الأسبوع عبر منصته على «إكس»، قائلاً: «هذا ليس جيداً. الفضة ضرورية في العديد من العمليات الصناعية».
وكانت وزارة التجارة الصينية قد أعلنت للمرة الأولى عن تشديد الرقابة على صادرات الفضة في أكتوبر الماضي، ضمن حزمة إجراءات طالت مواد أخرى ذات طابع استراتيجي. وفي وقت سابق من هذا الشهر، نشرت بكين قائمة تضم 44 شركة مخولة بتصدير الفضة خلال عامي 2026 و2027 في ظل النظام الجديد. ومن المقرر اعتباراً من 2026 فرض قيود مماثلة على التنجستن والأنتيمون، وهما مادتان تهيمن الصين على سلاسل إمدادهما ويجري استخدامهما على نطاق واسع في الصناعات الدفاعية والتقنيات المتقدمة.
ورغم أن السلطات لم تعلن حظراً شاملاً، نقلت صحيفة «سيكيوريتيز تايمز» الرسمية عن مصدر في القطاع قوله إن السياسة الجديدة ترفع فعلياً الفضة من كونها سلعة عادية إلى مادة استراتيجية، وتضعها تحت ضوابط تصدير قريبة من تلك المفروضة على المعادن النادرة.
وتقول شركات أجنبية إن التأثير بدأ يظهر بالفعل. فقد أفادت غرفة التجارة الأوروبية في الصين بأن غالبية أعضائها الذين شملهم استطلاع في نوفمبر تأثروا أو يتوقعون التأثر بإجراءات الرقابة الصينية. وفي الولايات المتحدة، أُدرجت الفضة في نوفمبر ضمن قائمة المعادن الحرجة الوطنية، نظراً لدورها في الدوائر الكهربائية والبطاريات والألواح الشمسية والمعدات الطبية.
ووفق بيانات «ويند إنفورميشن»، صدّرت الصين أكثر من 4600 طن من الفضة خلال الأشهر الـ11 الأولى من العام، مقارنة بواردات بلغت نحو 220 طناً فقط. ويأتي تشديد القيود في وقت شهدت فيه أسعار الفضة ارتفاعاً حاداً، إذ تضاعفت بأكثر من الضعف هذا العام وتجاوزت لفترة وجيزة مستوى $80 للأونصة، في ظل مخاوف من شح المعروض وقلق المستثمرين من ضعف الدولار الأميركي.
ويرى محللون أن الإجراءات الجديدة تؤكد استعداد بكين المتزايد لاستخدام هيمنتها على المواد الخام الرئيسية كأداة استراتيجية، وهو توجه مرشح لتعميق التوترات التجارية مع واشنطن مع احتدام المنافسة العالمية على سلاسل الإمداد الحيوية.






