كاراكاس – (رياليست عربي). قالت مصادر مطلعة إن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية كانت وراء ضربة بطائرة مسيّرة نُفذت الأسبوع الماضي ضد منشأة رسو يُعتقد أنها كانت تُستخدم من قبل شبكات تهريب مخدرات مرتبطة بكارتلات فنزويلية، في أول عملية أميركية مباشرة معروفة على الأراضي الفنزويلية منذ بدء واشنطن تكثيف تحركاتها في منطقة الكاريبي هذا العام.
وبحسب شخصين على اطلاع مباشر بالعملية تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما بسبب الطبيعة السرية للملف، فإن الضربة تمثل تصعيداً لافتاً في حملة الضغط التي تقودها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. ولم تصدر السلطات الفنزويلية حتى الآن أي تعليق أو اعتراف رسمي بالحادثة.
وكان ترامب قد لمح إلى العملية في مقابلة إذاعية الأسبوع الماضي في نيويورك، قائلاً إن الولايات المتحدة دمّرت «منشأة كبيرة تنطلق منها السفن». ولاحقاً، وخلال حديثه للصحافيين يوم الاثنين أثناء استضافته رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في منتجعه بمارالاغو، أوضح أن الهدف كان «منطقة أرصفة تُحمَّل فيها القوارب بالمخدرات»، من دون أن يحدد ما إذا كانت الضربة قد نُفذت بواسطة الجيش الأميركي أم الاستخبارات.
ولم تصدر وكالة الاستخبارات المركزية ولا البيت الأبيض أي تعليق إضافي. وفي بيان منفصل، قال متحدث باسم قيادة العمليات الخاصة الأميركية إن القوات الخاصة الأميركية «لم تدعم هذه العملية، بما في ذلك على مستوى الدعم الاستخباراتي».
وتأتي العملية بعد أشهر من نشاط أميركي متصاعد في الكاريبي، شمل نشر أعداد كبيرة من القوات منذ أغسطس، وتنفيذ ما لا يقل عن 30 ضربة ضد سفن يُشتبه بتورطها في تهريب المخدرات في الكاريبي وشرق المحيط الهادئ. كما أصدر ترامب أوامر بفرض ما يشبه الحصار لاعتراض ناقلات نفط خاضعة للعقوبات أثناء توجهها من وإلى فنزويلا.
وكانت شبكة CNN أول من كشف عن دور وكالة الاستخبارات المركزية في الضربة. وسبق لترامب أن أقر علناً، في خطوة نادرة، بتفويض عمليات سرية للاستخبارات داخل فنزويلا، معتبراً أن هذا النوع من العمليات يواجه تدقيقاً أقل مقارنة بالضربات العسكرية المباشرة. وبموجب القانون الأميركي، يتعين إبلاغ قيادات بارزة في الكونغرس بمثل هذه الأنشطة السرية.
وتتهم واشنطن حكومة مادورو بدعم تهريب المخدرات، وتقول إن فنزويلا أفرجت عن مجرمين دخلوا لاحقاً إلى الولايات المتحدة. ومنذ عام 2020، يخضع مادورو وعدد من كبار مسؤولي حكومته لملاحقات قضائية أميركية بتهم تتعلق بـ«ناركوتيرور»، وهي اتهامات تنفيها كاراكاس. وفي وقت سابق هذا العام، رفعت وزارة العدل الأميركية قيمة المكافأة مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقال مادورو إلى $50 مليون.
ولم يتطرق الرئيس الفنزويلي إلى الضربة المنسوبة للاستخبارات الأميركية خلال خطاب علني ألقاه الثلاثاء، في وقت تتصاعد فيه حدة التوتر بين كاراكاس وواشنطن.






