دكا – (رياليست عربي). أعادت المحكمة العليا في بنغلادش، يوم الخميس، العمل بنظام الحكومة الانتقالية غير الحزبية للإشراف على الانتخابات الوطنية، لكنها قضت بأن الآلية لن تُستخدم في الانتخابات البرلمانية المقررة مطلع العام المقبل.
النظام الذي أُقر عام 1996 اعتُبر لسنوات وسيلة لضمان نزاهة الاقتراع في بلد يبلغ عدد سكانه 170 مليون نسمة. وكانت شخصيات محايدة — مثل رؤساء قضاة متقاعدين أو مسؤولين كبار سابقين — تتولى قيادة حكومات مؤقتة تدير الانتخابات خلال 90 يوماً ثم تسلم السلطة للفائزين. وشهدت انتخابات 2008، على سبيل المثال، حكومة انتقالية برئاسة محافظ البنك المركزي السابق.
لكن المحكمة نفسها أوصت عام 2011 بإلغاء النظام خلال فترة حكم رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة، التي اتهمها معارضوها بالسعي للسيطرة على مستقبل الانتخابات. ومنذ ذلك الإلغاء، جرت انتخابات 2014 و2018 و2024 تحت حكومة حزبها «رابطة عوامي»، واعتبرتها المعارضة والعديد من المراقبين انتخابات تفتقر إلى المصداقية. حزب BNP بقيادة رئيسة الوزراء السابقة خالدية ضياء قاطع اقتراعي 2014 و2024 مطالباً بإعادة نموذج الحكومة الانتقالية.
في قرار بالإجماع، وافقت هيئة المحكمة المؤلفة من سبعة قضاة على طعون تقدّم بها معارضون ضد حكم 2011، وأمرت بإعادة العمل بالنظام خلال الانتخابات الوطنية الرابعة عشرة منذ الاستقلال عام 1971. لكنها أكدت أن الانتخابات الثالثة عشرة المقبلة ستُجرى وفقاً للترتيبات الحالية تحت الإدارة المؤقتة برئاسة الحائز على جائزة نوبل للسلام محمد يونس.
النائب العام محمد أسعد الزمان رحّب بالحكم، واصفاً إياه بأنه خطوة تعزز الضمانات الديمقراطية. وقال للصحفيين: «لقد تم الاعتراف بأن نظام الحكومة الانتقالية داعم للديمقراطية في بنغلادش… ونعتقد أن البلاد بدأت الآن رحلة جديدة على طريق ديمقراطي حقيقي».
يونس تولّى منصب القائد المؤقت بعد ثلاثة أيام من سقوط حسينة في 5 أغسطس 2024 إثر انتفاضة شعبية أنهت حكمها المستمر 15 عاماً. وهي لا تزال في المنفى بالهند، وصدر بحقها حكم بالإعدام يوم الاثنين بعد إدانتها بجرائم ضد الإنسانية أمام محكمة محلية.
ويرى محللون أن البلاد تواجه الآن مرحلة انتقالية معقدة: التوفيق بين إجراء انتخابات مثيرة للجدل تحت حكومة مؤقتة، وبين إعادة تطبيق النظام الانتقالي في الدورة الانتخابية التالية. ويحذر كثيرون من أن طريقة إدارة حكومة يونس للانتخابات المقبلة ستحدد ثقة الجمهور في النظام المستعاد — وقد تقرر ما إذا كانت بنغلادش قادرة على تجاوز الأزمات السياسية المتكررة التي طبعت تاريخها الحديث.






