فلوريدا – (رياليست عربي). أنهى الباحث الأميركي في الطب الحيوي والغواص البحري السابق جوزيف ديتوري إقامة استمرت 100 يوم في “جولز أندرسي لودج”، وهو مسكن تحت الماء يرسو على عمق 30 قدماً في بحيرة بفلوريدا، في إطار مهمة علمية لدراسة تأثير العيش المطوّل في بيئة مضغوطة.
المشروع، الذي أطلق في مارس 2023 تحت اسم “نيبتون 100”، اختبر كيفية تكيف الجسم والعقل البشري مع ضغط جوي يزيد بنسبة 70% عن السطح ومع العزلة الطويلة. ويقول العلماء إن النتائج قد تساعد في تصميم مهام فضائية طويلة الأمد، مثل الرحلات إلى كوكب المريخ.
ديتوري اتبع روتيناً يومياً صارماً، أجرى خلاله فحوصات طبية على نفسه، ودرّس طلابه الجامعيين عبر “زوم”، وخضع لتقييمات نفسية أسبوعية. وأكد أن العيش تحت الضغط أدى إلى انضغاط عموده الفقري وانخفاض طوله مؤقتاً بنحو سنتيمترين.
ورغم الإرهاق البدني، أظهرت بياناته الطبية تحسناً ملحوظاً: زيادة في إنتاج الخلايا الجذعية والكولاجين، تضاعف في نوم حركة العين السريعة (REM)، فقدان 10 كيلوغرامات تقريباً، وانخفاض الكوليسترول بمقدار 100 نقطة.
كما طوّر ديتوري علاقة خاصة مع الحياة البحرية المحيطة، حيث أطلق على أحد جراد البحر اسم “فريد”، ولاحظ أن سمكة قرش ممرضة اعتادت على الاستراحة عند مدخل المسكن.
عاد الباحث إلى السطح في يونيو 2023، واعتبر أن أكثر ما أمتعَه هو العودة إلى ضوء الشمس ومعالجة سن مكسورة أصيب بها في بداية المهمة. وقال: «العيش تحت الماء علّمني الصمود، وأعطاني لمحة عما قد يواجهه البشر في رحلات أبعد من الأرض».