القدس – (رياليست عربي). حاولت إسرائيل والولايات المتحدة إظهار وحدة صفهما الاثنين في مواجهة الانتقادات الدولية المتزايدة للغارات الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل عناصر من حماس في قطر وتكثيف القصف على مدينة غزة.
وقف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس، مقللاً من تداعيات هجوم الأسبوع الماضي في الدوحة، الذي قتل خمسة من عناصر حماس وضابط أمن قطري، وكذلك من الجدل حول إعلان إسرائيل نيتها احتلال مدينة غزة. ومن المقرر أن يسافر روبيو الثلاثاء إلى قطر لتهدئة التوتر بين حليفين رئيسيين لواشنطن، قبل أن ينضم إلى الرئيس دونالد ترامب في زيارة دولة إلى لندن.
وقال روبيو لشبكة “فوكس نيوز”: «ندرك أنهم غير راضين عما حدث. لكن لا تزال هناك حماس، وهناك رهائن، وهناك حرب. يجب التعامل مع كل هذه القضايا، ونأمل أن تواصل قطر وشركاؤنا الخليجيون الإسهام بشكل بنّاء».
نتنياهو وروبيو شددا على أن الحرب لن تنتهي إلا بالقضاء على حماس وإطلاق سراح الرهائن الـ48 المتبقين، يعتقد أن نحو 20 منهم ما زالوا على قيد الحياة. في المقابل، تشترط حماس وقفاً دائماً لإطلاق النار وانسحاباً إسرائيلياً وصفقات لتبادل الأسرى.
ضربة الدوحة جمدت عملياً جهود الوساطة. والتقى روبيو لاحقاً بعائلات الرهائن الذين أعربوا عن خشيتهم من أن تؤدي العمليات العسكرية إلى إفشال المفاوضات، مطالبين واشنطن باستئنافها بشكل عاجل.
في الوقت ذاته، واصلت إسرائيل هجماتها على غزة، حيث دُمر برج سكني في المدينة خلال الليل، في واحدة من عدة غارات أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 18 شخصاً بينهم أطفال وصحفي، بحسب مستشفيات محلية. الجيش الإسرائيلي قال إنه استهدف بنية تحتية عسكرية، محملاً حماس مسؤولية سقوط الضحايا بسبب استخدامها المناطق المأهولة.
نتنياهو لم يُبد أي نية لتقليص العمليات، مؤكداً لروبيو: «وجودك هنا اليوم رسالة واضحة بأن أمريكا تقف إلى جانب إسرائيل، تقف معنا في وجه الإرهاب».
دبلوماسياً، تستعد دول أوروبية وكندا لدفع مشروع الاعتراف بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو ما تعارضه واشنطن وتل أبيب. روبيو اعتبر أن مثل هذه الخطوة تشجع حماس، فيما حذر نتنياهو من احتمال الرد بضم أحادي الجانب.
ميدانياً، واصلت إسرائيل مطالبة سكان غزة بالنزوح جنوباً إلى منطقة المواسي التي تصفها بـ«الإنسانية»، حيث أُرسلت مساعدات غذائية وخيام، لكنها تعرضت أيضاً لضربات جوية. وأظهرت الصور تدفق الفلسطينيين على طول الطريق الساحلي الضيق.
بدأت الحرب في 7 أكتوبر 2023 عندما شن مقاتلو حماس هجوماً أدى إلى مقتل 1200 شخص في جنوب إسرائيل وخطف 251 آخرين. وردت إسرائيل بعمليات عسكرية أوقعت حتى الآن ما لا يقل عن 64,871 قتيلاً فلسطينياً، نصفهم تقريباً من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في غزة.