الفاتيكان – (رياليست عربي): تحدث البابا ليون، الخميس 11 سبتمبر، في جلسة حوارية مع الأساقفة الجدد في قاعة السينودس بالفاتيكان، متناولاً جملة من القضايا التي يواجهونها في بداية خدمتهم، من مشاعر الخوف وعدم الاستحقاق إلى التوقعات المختلفة المرتبطة بدعوتهم الكنسية.
البابا شدد على أهمية البقاء قريبين من الرب، والحفاظ على وقت الصلاة، والثقة المطلقة بالروح القدس مصدر الدعوة. كما دعا الأساقفة إلى أن يكونوا رعاة قريبين من الناس والكهنة، قادرين على الإصغاء والحوار، لا مجرد إلقاء العظات، وأن يتصفوا بالرحمة والحزم معاً.
وأكد أن السينودسية ليست مجرد أسلوب رعوي بل هي “نمط حياة كنسية” يقوم على الإصغاء والبحث المشترك عن الرسالة. وأضاف: “كونوا بنّائي جسور، قادرين على تعزيز دور العلمانيين في حياة الكنيسة، وخدمة سلام منـزوع السلاح، لأن السلام تحدٍّ للجميع”.
وفيما يخص المخالفات السلوكية لبعض رجال الدين، أوضح البابا أن التعامل معها يجب أن يكون فورياً، بروح العدالة والرحمة مع الضحايا والمُتهمين على السواء، مؤكداً أن “هذه القضايا لا يمكن أن توضع في الأدراج”.
كما حثّ على التعامل بحكمة مع وسائل التواصل الاجتماعي، محذراً من مخاطرها في نشر الأكاذيب، وداعياً إلى الاستعانة بمتخصصين في مجال الاتصال للحفاظ على الهدوء والموضوعية.
وفي حديثه عن التحديات الرعوية، شجع البابا الأساقفة الجدد على الاستفادة من خبرة أساقفة متقاعدين، وعلى الانفتاح على الحوار مع المؤمنين وأبناء الديانات الأخرى، قائلاً: “من خلال محبتكم لبعضكم البعض سيتعرف الناس عليكم”.
وتطرق أيضاً إلى أزمة البيئة بمناسبة الذكرى العاشرة للمنشور البابوي “كن مسبّحاً” (Laudato si’)، داعياً إلى تعزيز مضامينه في العمل الرعوي، دون الخلط بينها وبين قضايا لا تنسجم مع الرؤية المسيحية للإنسان.
وفي ختام اللقاء، منح البابا ليون بركته للأساقفة الحاضرين قبل أن يحييهم فرداً فرداً في قاعة بولس السادس، مؤكداً أن الكنيسة تثمن قبولهم للخدمة الأسقفية وأنهم “ليسوا وحدهم بل يحملون العبء معاً في إعلان إنجيل يسوع المسيح”.