موسكو – (رياليست عربي): أعلن الكرملين عن توجيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للحكومة بإعداد مقترحات لتنظيم مهرجان دولي للفنون في روسيا، في خطوة تهدف إلى تعزيز مكانة البلاد كمركز ثقافي عالمي.
ويأتي هذا القرار ضمن استراتيجية موسكو لبناء جسور الحوار الحضاري مع مختلف دول العالم، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية الحالية والعقوبات الغربية التي أثرت على القطاع الثقافي الروسي.
سيشمل المهرجان مختلف أشكال الفنون من مسرح وسينما وموسيقى وفنون تشكيلية وأداء حي، مع توقع مشاركة فنانين ومبدعين من مختلف أنحاء العالم. وتهدف روسيا من خلال هذه الفعالية إلى تعزيز التبادل الثقافي مع الدول الصديقة، وتقديم رواية بديلة عن الثقافة الروسية بعيداً عن الصورة النمطية السائدة في الإعلام الغربي.
وتسعى موسكو من خلال هذا المهرجان إلى تعويض عزلها الثقافي عن الغرب، حيث تشير تقارير إلى أن الكرملين يعمل على تعزيز “القطبية الثقافية المتعددة” كبديل للهيمنة الغربية على المشهد الفني العالمي. وقد أبدت عدة دول بينها الصين والهند ودول أمريكا اللاتينية ودول آسيوية أخرى اهتماماً بالمشاركة، بينما قد تواجه الفعالية تحدي جذب فنانين من الدول الغربية بسبب التوترات السياسية الراهنة.
كما من المتوقع أن يتم الإعلان عن التفاصيل الكاملة للمهرجان خلال الأشهر القليلة المقبلة، مع احتمالية اختيار مدينة سان بطرسبرغ التاريخية كموقع رئيسي نظراً لمكانتها كعاصمة ثقافية لروسيا، كما تدرس الحكومة الروسية إمكانية جعل هذا المهرجان حدثاً دورياً يساهم في تنشيط السياحة الثقافية ويدعم الصناعات الإبداعية المحلية.
تعمل الجهات المنظمة على تطوير استراتيجية إعلامية شاملة لضمان نجاح المهرجان في تحقيق أهدافه، تشمل التعاون مع وسائل الإعلام الدولية وإنشاء منصات رقمية متخصصة لتسليط الضوء على الفعاليات والفنانين المشاركين. يأتي هذا الحدث في إطار الجهود الروسية المستمرة لتعزيز القوة الناعمة عبر الأدوات الثقافية والفنية، وإبراز التراث الحضاري الروسي الغني في مواجهة الحملات الإعلامية المعادية.