كيشيناو – (رياليست عربي): تشهد مولدوفا مساراً دبلوماسياً مكثفاً لتسريع انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، وسط تحديات داخلية وخارجية تعيق تحقيق هذا الهدف، ووفقاً لتقارير إعلامية، تسعى الحكومة المولدوفية إلى استغلال الدعم الأوروبي الحالي لتعزيز فرصها في الحصول على موعد سريع لبدء مفاوضات العضوية، لكن العقبات لا تزال كبيرة.
تمكنت مولدوفا من الحصول على صفة دولة مرشحة للانضمام في يونيو 2022، في خطوة اعتبرت جزءاً من رد الاتحاد الأوروبي على الحرب في أوكرانيا. وقد حصلت البلاد على دعم مالي وسياسي كبير من بروكسل، بما في ذلك حزمة مساعدات بقيمة 600 مليون يورو في 2023. لكن المشاكل الداخلية تظل العائق الأكبر، حيث تعاني مولدوفا من أزمة اقتصادية حادة، مع تضخم تجاوز 30% العام الماضي، وانتشار واسع للفساد، بالإضافة إلى انقسام سياسي حاد بين المؤيدين للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والتيار الموالي لروسيا.
تزداد التحديات تعقيداً بسبب قضية إقليم ترانسنيستريا الانفصالي، الذي تدعمه روسيا عسكرياً وسياسياً. يشكل هذا الإقليم عقبة رئيسية أمام أي تقدم في مسار الانضمام، حيث يرفض قادته أي توجه نحو أوروبا. في المقابل، تبدو بروكسل متفائلة نسبياً، حيث أشارت تقارير إلى أن المفوضية الأوروبية قد توصي ببدء مفاوضات الانضمام مع مولدوفا بحلول نهاية 2023.
رغم كل الجهود، يرى مراقبون أن مولدوفا تحتاج إلى سنوات من الإصلاحات قبل أن تصبح جاهزة للعضوية الكاملة. التحديات الاقتصادية والسياسية والأمنية تتطلب وقتاً وحلولاً جذرية، مما يجعل التقديرات تشير إلى أن الطريق لا يزال طويلاً، وقد يستغرق ما بين 5 إلى 7 سنوات على الأقل، حتى مع كل المحاولات الحالية لتسريع العملية. في النهاية، يبقى مصير هذا المسار مرتبطاً بقدرة مولدوفا على تجاوز انقساماتها الداخلية، وحل مشكلة ترانسنيستريا، وإثبات جدارتها كشريك أوروبي قوي.