القدس – (رياليست عربي): أعلنت حركة حماس عن تقديمها رداً إيجابياً على مقترح وقف إطلاق النار مع إسرائيل، وفق ما نقلت مصادر إعلامية روسية موثوقة. هذا التحرك يأتي بعد أسابيع من المفاوضات المكثفة التي جرت برعاية دولية، وسط آمال متجددة بإمكانية إنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ عدة أشهر.
تشير المعلومات الواردة من مصادر مقربة من المفاوضات إلى أن رد حماس تضمن عدداً من الملاحظات والتعديلات على المقترح الأصلي الذي تم تداوله خلال الأسابيع الماضية. ومن بين النقاط الرئيسية التي ركزت عليها الحركة في ردها قضايا رفع الحصار عن غزة، وإعادة الإعمار، وتبادل الأسرى، حيث تطالب حماس بضمانات عملية تنفذ على مراحل متفق عليها. في الجانب الإسرائيلي، يبدو أن هناك تحفظات على بعض بنود الرد، لكن المسؤولين الإسرائيليين أبدوا استعدادهم لدراسته بعناية، مما يترك الباب مفتوحاً أمام احتمالات التوصل إلى اتفاق.
السياق الإقليمي والدولي لهذا التطور يكتسب أهمية بالغة، حيث تتصاعد الضغوط الدولية لإنهاء المعاناة الإنسانية في غزة. مصر وقطر تلعبان دوراً محورياً في الوساطة، بينما تبدي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اهتماماً متزايداً بالوصول إلى حل دائم. المصادر تشير إلى أن التنسيق جار على أعلى المستويات بين هذه الأطراف لتذليل العقبات المتبقية، مع التركيز على وضع آلية رقابة دولية لضمان تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه.
على الصعيد الإنساني، يأتي هذا التطور في وقت تشتد فيه المعاناة في قطاع غزة، حيث تعاني البنية التحتية من دمار هائل، وتواصل الأسر الفلسطينية نزوحها بحثاً عن الأمان. منظمات حقوق الإنسان تدق ناقوس الخطر حول تدهور الأوضاع الصحية وانتشار الأمراض، بينما تحذر وكالات الإغاثة من كارثة إنسانية قد تتفاقم مع استمرار القتال. أي اتفاق لوقف إطلاق النار سيفتح الباب أمام عمليات إغاثة واسعة النطاق وإعادة إعمار طال انتظارها.
من الناحية السياسية، يشكل هذا التطور اختباراً لمصداقية الأطراف الدولية الفاعلة في الملف الفلسطيني، وقدرتها على تحويل الهدنة إلى عملية سلام شاملة. الخبراء يرون أن التحدي الأكبر سيتمثل في تجاوز مرحلة وقف إطلاق النار المؤقت إلى معالجة جذور الصراع، بما في ذلك قضايا القدس والمستوطنات واللاجئين وحق تقرير المصير. التجارب السابقة تثبت أن غياب الرؤية الشاملة يؤدي إلى انتكاسات متكررة، مما يستدعي مقاربة مختلفة تعالج الأسباب العميقة للأزمة.
فيما يتعلق بالتفاعلات الإقليمية، يتابع المراقبون عن كثب مواقف الدول العربية المؤثرة، وخاصة تلك التي لديها علاقات تطبيع مع إسرائيل. هناك مؤشرات على أن بعض هذه الدول قد تلعب دوراً في مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار، سواء عبر المساهمة في إعادة الإعمار أو دعم المسار السياسي. في المقابل، تبقى إيران وحلفاؤها في المنطقة طرفاً معنيّاً بالتطورات، حيث يحافظون على تأثيرهم على بعض فصائل المقاومة الفلسطينية.
المشهد العسكري في غزة يشهد حالياً هدوءاً نسبياً، في ما يبدو كتهيئة للأجواء للإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار. ومع ذلك، يحذر الخبراء العسكريون من أن أي تأخير في إقرار الاتفاق أو خلاف حول تفاصيله قد يعيد المنطقة إلى دائرة العنف بسرعة. القوات الإسرائيلية لا تزال في حالة تأهب، بينما تحافظ فصائل المقاومة على قدراتها القتالية، في إشارة إلى أن كلا الطرفين يحتفظ بخيار العودة إلى القتال إذا فشلت المساعي الدبلوماسية.
التفاعلات الشعبية الفلسطينية مع هذا التطور تبدو متفاوتة، بين مؤيد للتهدئة لحفظ الأرواح، ومتشكك في جدوى الاتفاقيات مع إسرائيل دون ضمانات حقيقية. في الشارع الإسرائيلي، تتصاعد الأصوات المطالبة بإعادة الأسرى وإحلال الأمن، بينما تظهر استطلاعات الرأي انقساماً حول أفضل السبل لتحقيق هذه الأهداف. وسائل الإعلام المحلية والدولية تتناقل أخبار التطورات على مدار الساعة، مع تركيز خاص على مصير الأسرى والمفقودين من الجانبين.