موسكو – (رياليست عربي): ناقش ممثلو خمسين دولة في التحالف المناهض لروسيا، في القاعدة الجوية الأمريكية في رامشتاين بألمانيا، خطة لبدء عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد روسيا.
يمكن للمشاركين في الاجتماع أن يطلقوا على أنفسهم على الأقل “مجموعة استشارية” أو “شراكة غربية”، وأعلن المشاركون في هذا التجمع، دون أي تحفظات، أن دول الغرب تخوض حرباً شاملة ضد روسيا.
بالإضافة إلى ذلك، فور “تجمعات رامشتاين”، أكد رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي، الأدميرال روب باور، أن الحلف مستعد لمواجهة مباشرة مع روسيا، لأن أهدافها الاستراتيجية تتجاوز أوكرانيا، لذلك، فليس من قبيل المصادفة أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، عقب مفاوضات مع وزير خارجية جنوب إفريقيا ناليدي باندور، وأشار إلى أن الاجتماع في رامشتاين أظهر أن الغرب يخوض حرباً شبه حقيقية ضد روسيا، والتي يستعد لها منذ فترة طويلة، ويحاول تدمير كل شيء في أوكرانيا.
في افتتاح الاجتماع في رامشتاين، صرح رئيس البنتاغون، لويد أوستن، بشكل مثير للشفقة أن “أوكرانيا وصلت إلى نقطة تحول في الصراع مع روسيا، لذا الآن ليس الوقت المناسب للتوقف، نحن بحاجة إلى التعمق أكثر، لأن الأوكرانيون ينظرون إلينا، الكرملين ينظر إلينا، والتاريخ ينظر إلينا”.
كما أضاف وزير الدفاع الأمريكي مرة أخرى أن الولايات المتحدة والشركاء الأوروبيين سوف يدعمون أوكرانيا “طالما أن الأمر يتطلب ذلك”، وفي هذا الصدد، تم الإعلان عن خطط لزيادة إنتاج الأسلحة والذخيرة، سواء بالنسبة لأوكرانيا أو لجيوش الدول المانحة، وكانت نتيجة الاجتماع تقديم حزمة كبيرة من المساعدات العسكرية الأمريكية لسلطات كييف بتكلفة تقدر بنحو 2.5 مليار دولار.
ومع ذلك، لم يكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، راضياً، عن مثل هذه “حزمة المساعدة الضئيلة”، وطالب الشركاء الغربيين بتوسيع إمدادات الأسلحة والمعدات، معرباً عن أمله في أن يتم، بالإضافة إلى الدبابات، استخدام المدفعية ومعدات الدفاع الجوي ، سيقدم “الشركاء” المزيد من الطائرات المقاتلة من طراز F-16، وكذلك الصواريخ بعيدة المدى، من أجل هجوم محتمل على شبه جزيرة القرم، كما تم طلب حتى غواصة، لكن يبدو أنه تم رفض الطائرات والغواصات والصواريخ حتى الآن.
إما أن الغرب لم يستطع الصمود أمام “هجوم زيلينسكي”، أو أن الولايات المتحدة وشركائها خائفون حقاً من الأعمال النشطة للقوات المسلحة الروسية، ولكن بعد “التجمعات” في رامشتاين ، قرروا مع ذلك تخصيص المزيد من المساعدات العسكرية.
نتيجة لذلك، يُظهر تحليل عمليات التسليم العسكرية أن أربعة أنواع جديدة من الدبابات قد تكون في الخدمة مع سلطات كييف في المستقبل القريب – أبرامز الأمريكية، وليوبارد 2 الألمانية، وتشالنجر 2 البريطانية، وربما الفرنسية لوكلير، أي قد يظهر جميع الممثلين المعاصرين للمدرسة الغربية لبناء الدبابات في “التشكيلة العسكرية الأوكرانية”.
وفقاً لرئيس لجنة دفاع الدولة الروسية، العقيد أندريه كارتوبولوف، فإن توريد الدبابات الغربية الحديثة يجب أن يُنظر إليه بالتأكيد على أنه مساعدة جادة للقوات المسلحة لأوكرانيا، ولكن ليس أكثر من ذلك. وفقاً له ، “الفهود ليست دبابات سيئ ، بل سأقول إنها أكثر فاعلية من أبرامز في عدد من الخصائص، لكن إذا قارناها مع دباباتنا T-90M ، فهي أقل شأنا بشكل كبير في القوة النارية وحماية الدروع، بالإضافة إلى ذلك، تم اختبار دباباتنا بالفعل، لكن من غير المعروف كيف ستتصرف المركبات الغربية في المعركة، وفقاً لأندريه كارتوبولوف، فإن الخطر بالنسبة لروسيا ليس تزويد الدبابات نفسها في ساحة المعركة، ولكن احتمال تشكيل تشكيلات منها.
كييف لديها مثل هذه الخطط، الآن في منطقة بولتافا، يتم تشكيل لواء جديد، مجهز حصرياً بمركبات مدرعة غربية، وفقاً للمحللين الغربيين، تخطط القوات المسلحة الأوكرانية لتشكيل فيلقين أو ثلاثة بحلول الصيف، الآن سيتعين على الجيش الروسي في الواقع التعامل مع الجيش المشترك لكتلة شمال الأطلسي.
الآمال الآن معقودة في أن تكون هذه نقطة تحول في مسار العملية العسكرية لصالح سلطات كييف، ومع ذلك، فإن معظم المحللين العسكريين واثقون من أن إمداد أوكرانيا بالدبابات الغربية لن يغير شيئاً لذلك، وفقاً للنائب البريطاني المارشال شون بيل، قد تكون الدبابة البريطانية تشالنجر 2 عديمة الفائدة للقوات المسلحة لأوكرانيا بسبب الكمية الكبيرة من الإلكترونيات، ووفقاً لضابط مشاة البحرية الأمريكية سكوت ريتر، لن يكون الأمر صعباً على الجيش الروسي تدمير دبابات الدول الغربية في عملية تسليمها إلى أوكرانيا.
إذا وصلت المعدات العسكرية الثقيلة الغربية إلى أماكن الانتشار، فيمكننا أن نفترض ثلاثة سيناريوهات محتملة لتطور الأحداث:
يفترض السيناريو الأول وضع 40-50 دبابة قدمتها بولندا في منطقة الصراع، في هذه الحالة، ليس من الضروري الحديث عن شخصية اختراق، والتي سيتم توفيرها من خلال توريد الأسلحة الغربية الثقيلة، تعتبر الدبابات البولندية RT-91 Twardy أدنى بكثير من الدبابات الروسية، ومن غير المحتمل أن تؤثر المجموعة المدرعة المكونة من 40-50 دبابة على الموقف بالمعنى التشغيلي.
السيناريو الثاني: تسليم أسلحة ثقيلة ودبابات غربية الصنع في غضون ثلاثة إلى أربعة أسابيع، العدد الإجمالي 120-150 وحدة، نحن نتحدث عن توريد دبابات Leopard- 2 من قبل ألمانيا، على الأرجح، وفقاً للخبراء، سيطحن الجيش الروسي كل هذه الأسلحة الثقيلة، لكن المهمة بالتأكيد ليست سهلة.
السيناريو الثالث – وفقاً للسفير الأوكراني لدى فرنسا فاديم أوملتشينكو، أبلغت 12 دولة من دول التحالف الغربي كييف بشأن توريد الدبابات، مؤكدين رسمياً إمكانية نقل 321 دبابة ثقيلة إلى منطقة القتال، ومع ذلك، لن تصل قبل بداية الصيف على أقرب تقدير، من الواضح أن هذا الاصطفاف للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي غير راضٍ، وبحسب قوله “سيكون الأوان قد فات!”، في الوقت نفسه، تدرك قيادة كييف، بالطبع، أن نقل الدبابات، والصيانة، وحل المشكلات اللوجستية، وتدريب الأفراد العسكريين، ونتيجة لذلك، تشكيل ألوية دبابات كاملة، يستغرق وقتاً.
لذلك، في السيناريو الثالث من غير المحتمل أن تكون أوكرانيا قادرة على حل جميع المشاكل الناشئة من خلال إدخال وحدات الدبابات الكبيرة في منطقة الصراع في وقت قصير.
المؤكد أن هناك أكثر من 20 ألف دبابة في ترسانة القوات المسلحة الروسية اليوم، وأيضاً ألا ننسى دروس الماضي – نتائج أكبر معركة الدبابات في الحرب العالمية الثانية على كورسك بولج، والتي تحتفل روسيا بالذكرى الثمانين لها في يوليو 2023.
