بيروت – (رياليست عربي): في وقت يتم الحديث فيه عن إمكانية اندلاع مواجهة عسكرية بين لبنان عبر بعض القوى السياسية المسلحة فيه من جهة، وبين إسرائيل من جهة أخرى، على خلفية النزاع المستمر بين الجانبين على حقول الغاز في المياه المتوسطية، طرأت بوادر توتر داخلي في لبنان، مما أثار المخاوف لدى بعض المراقبين في هذا التوقيت الذي يحتاج فيه اللبنانيون إلى التوحد من أجل حقوقهم وفق رأي هؤلاء.
وفي آخر التطورات السياسية للداخل اللبناني، حمّل رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري حزب الله مسؤولية تسليم كل من حسن مرعي وحسين عنيسي، بعد الحكم الذي أصدرته المحكمة الدولية الخاصة بلبنان عليهما بالسجن المؤبد، لدورهما في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، في 14 شباط/ فبراير 2005.
وقال الحريري، في تغريدة له على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، العقوبة هي الأشدّ المنصوص عليها في النظام الأساسي والقواعد المعتمدة في المحكمة، لكنها الأوضح لجهة إدانة حزب الله كجهة مسؤولة عن تنظيم الجريمة وتنفيذها، والجهة التي لا يمكن أن تتهرّب من مسؤولية تسليم المدانين وتنفيذ العقوبة بحقهم”. مضيفاً أن التاريخ لن يرحم
وقضت المحكمة الخاصة بلبنان، ومقرها لايتسيندام، قرب أمستردام بسجن الرجلين مدى الحياة ، وأدانت المشتبه بهما، عضوي حزب الله اللبناني بضلوعهما في الهجوم الإرهابي الذي أسفر عن مقتل إجمالي 22 شخصا آنذاك، وصدر الحكم غيابياً ضد حسن حبيب مرعي وحسين حسن عنيسي، لأنهما هاربان.
وتم تبرئة مرعي وعنيسي في المرة الأولى. وألغت المحكمة الخاصة الحكم بعد الطعن عليه، وأعلن القضاة الحكم، وتم نقل المحكمة إلى هولندا لأسباب أمنية، وصدر حكم بالسجن مدى الحياة ضد المواطن اللبناني سليم جميل عياش، في نهاية 2020، باعتباره العقل المدبر للهجوم، فيما يقول خصوم الحزب بأنه تسليم الجناة الثلاثة .
بدورهم أثار محللون لبنانيون مخاوفاً من اتهامات الحريري الجديدة للحزب، في وقت يتم الحديث فيه عن إمكانية اندلاع حرب مع إسرائيل، متسائلين ما إذا كان أي توتر داخلي بين القوى اللبنانية قد يخدم لبنان وشعبه في هذا الوقت في حال دخل حرباً مع تل أبيب من أجل تأمين حقوقه الغازي في البحر وفق تعبيرهم.