بيروت – (رياليست عربي): يُجري لبنان في 15 مايو/ أيار انتخابات يمكن أن تشهد تحولاً في السلطة يرسل صدمات تتجاوز بكثير هذا البلد الواقع بين سوريا وإسرائيل، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
لم يتأمل الشعب اللبناني خيراً من هذه الانتخابات، في ضوء انسحاب كتلة المستقبل ممثلة بشخص وزير الحكومة الأسبق، سعد الحريري ما يمنح حظوظاً أكبر من المتوقع لتكتل حزب الله، الذي خرج زعيمه بالأمس، حسن نصر الله وقال إن مقاطعة الانتخابات لن تغير من الواقع المعيشي للمقاطعين، بل على العكس ربما تزيدها، في إشارة إلى “تهديد مبطن” بم ستؤول إليه الأمور في حال إفشال الانتخابات والتي سيدفع ثمنها الشعب بكل تأكيد.
اليوم، الرهان كبير في الانتخابات اللبنانية، فقد شهدت جماعة حزب الله المسلحة انزلاق أحد خصومها الرئيسيين إلى حالة من الفوضى مما يوفر لها فرصة لإحكام قبضتها على بلد منقسم يغرق في الفقر.
اليوم ستشهد الانتخابات مقاطعات واسعة خاصة من (سنّة طرابلس) حلفاء الحريرية، بعد الانسحاب المفاجئ للزعيم التقليدي سعد الحريري سليل عائلة الحريري ذات التاريخ السياسي الطويل، في حين أن البعض الآخر سيقاطع الانتخابات على خلفية الانهيار الاقتصادي الشديد الذي تعاني منه لبنان بسبب الفساد والسرقة التي يقولون إن سببها ساسة لبنان.
بالتالي، إن نسحاب سعد الحريري أثر كتير على الشارع السني وأجواء الانتخابات، على الأقل في الثلاث مدن الكبيرة – طرابلس وبيروت وصيدا – بالتالي، حزب الله يتطلع الآن إلى الحصول على ثلثي مقاعد البرلمان وهو الحد الذي يحميه وحلفائه من الاعتراض على قراراتهم.
وسيتردد صدى مكاسب حزب الله خارج حدود لبنان الذي يعيش فيه سبعة ملايين نسمة، فإسرائيل جارة لبنان الجنوبية، تعتبره يشكل تهديداً لأمنها وخاضت حرباً ضده في السابق. كما أن واشنطن ولندن وأغلب أوروبا تصنفه منظمة إرهابية.
ومثل هذا التحول السياسي لصالح الحركة سيؤكد وضع لبنان داخل منطقة النفوذ الإقليمي لإيران التي تخوض حروباً بالوكالة مع السعودية في مختلف أرجاء الشرق الأوسط كما أنها في مواجهة مع الولايات المتحدة، لكن أي سيطرة غير متوقعة على البرلمان من شأنها أن تعطي حزب الله نفوذاً على الانتخابات الرئاسية التي تعقد في وقت لاحق من العام الحالي وعلى مشاريع قوانين الإصلاح الاقتصادي الذي يطلبه صندوق النقد الدولي كما قد يسمح بتعديل الدستور.
وقد يتسبب ذلك في عزل لبنان في وقت يحتاج فيه بشدة إلى الدعم الدولي. ويعيش ثلاثة أرباع السكان تحت خط الفقر وسط انهيار اقتصادي يلقي الكثيرون باللوم فيه على الشلل السياسي والفساد.