موسكو – (رياليست عربي): رغم عدم وجود بوادر لصدام عسكري بين روسيا والغرب في أوكرانيا، إلا أن الأزمة السياسية لا تزال مستمرة، وسط ترشيحات بتصاعدها لتتخذ شكل حرب باردة، وعقوبات اقتصادية، رغم تأثيراتها الجانبية على الاقتصاد العالمي ككل.
لم يتم التوصل إلى حل وسطي بين الأفرقاء، فقد أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو لا تزال تبحث ردّ واشنطن والناتو على مقترحاتها للضمانات الأمنية، وأنه أصبح واضحاً لروسيا أن الغرب يتجاهل هواجسها على هذا الصعيد.
إعادة البنية العسكرية لحلف الناتو إلى خطوط عام 1997 هو الهاجس والمطلب الأكبر لموسكو، والذي على مايبدو بات وراء ظهر الدول الأوروبية التي ترفض الانصياع لهذا المطلب، وهذا بحد ذاته ما قد يعمق الخلاف بين روسيا والغرب.
تصريحات الرئيس الروسي الأخيرة حملت عبارة في غاية الأهمية، وهي أنه تم إطلاق وعود لموسكو بأن الناتو لن يتقدم بوصة واحدة نحو الشرق، لكن تم خديعة روسيا”.
إن كان بوتين يرى بأن الناتو قد خدع موسكو، فهذا يعكس مدى التوتر والخلاف الحاصل بين الجانبين، وبالتالي سيبرر لاحقاً مواقف روسيا التصعيدية ضد الناتو وعلى الساحة الأوكرانية.
في سياق متصل أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن الغرب يحاول تجاهل المبدأ الأساسي للأمن في عدم قابليته للتجزئة في أوروبا، والوثائق التي لا تسمح بتعزيز أمن الغرب على حساب الدول الأخرى.
وهو موقف مكمل للتصريحات التي أطلقها الرئيس الروسي، والطلب الأهم من موسكو للناتو هو التراجع عن الشرق وعدم ضم أوكرانيا للناتو.
إلى ذلك قال سفير روسيا لدى الصين أندريه دينيسوف، إن موسكو وبكين تتحدثان بشكل متزايد، عن استخدام العملات الوطنية في الحسابات المالية المتبادلة، وعن تنسيق الجهود لمواجهة العقوبات، وهو ما يطرح تساؤلاً ما إذا كانت كل من موسكو وبكيّن ستفعلان التعاون والتنسيق في المجالات العسكرية بشكل أكبر لمواجهة المد الغربي في الشرق، ما يعني بأن سيناريو التحالفات الدولية الكبرى التي كانت عقب الحرب الباردة، ستعود بقوة .
خاص وكالة رياليست.