الرباط – (رياليست عربي): تقف إيران أمام عدة تحديات في المنطقة، بدءاً من الملف السوري، ومطالبات الدول الخليجية من دمشق بتقليص تواجدها هناك، مروراً إلى الساحة اللبنانية والشروط المفروضة على بيروت من أجل تحجيم حزب الله وسحب سلاحه، إلى ملف اليمن وعمليات أنصار الله المتعاظمة، والآن تصدر مواقف جديدة من دول عربية ضد طهران، دفعت الأخيرة للرد بالمثل ما يعكس حالة من الاحتقان الإقليمي.
فقد علق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده على تصريحات لوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة دان فيها ما وصفه بـ”التدخلات الإيرانية” في شؤون الدول الخليجية، وقال خطيب زاده خلال مؤتمر صحفي أسبوعي: وزير الخارجية المغربي يعرف أن تدخلات بلده في بعض البلدان تسببت بتوترات في تلك المنطقة ونوصيهم بالابتعاد عن كيل التهم، مضيفاً: الكثير من مشاكلهم يأتي بسبب إصرار بعض مسؤوليهم على التطبيع مع إسرائيل بحسب قوله، كما حذر الدول العربية ومن بينها المغرب من أن التطبيع مع الكيان الإسرائيلي سيخلق التوترات لتلك الدول .
وبالنظر للموقف المغربي، يُعتقد بأن هذا البلد، يريد حصد ما أمكن من تأييد ودعم عربي في أزمته مع الجزائر على الصحراء المغربية، كما يأمل عبر تطبيعه مع تل أبيب أن تمارس الأخيرة دوراً لدى واشنطن يدفعها للضغط هي الأخرى على حلفائها الخليجيين في خلق موقف مؤيد للمغرب في أزمة الصحراء وأزمته مع الجزائر، والمبادرة المغربية كانت عبر إطلاق الهجوم على إيران، و ما يعجب الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية، التي باتت تتقرب بقوة من أي دولة تكون على حالة توتر وعداء مع إيران وفق مراقبين.
قد نرى في الفترة المقبلة اجتماعاً عربياً يبحث فيما يرونه تهديدات إيرانية، بالتزامن مع تعاظم عمليات الحوثيين (أنصار الله) ضد دولة الإمارات، بحيث يتضمن ذلك الاجتماع مواقفاً ترضي جميع الأطراف المشاركة فيه ومن بينها المغرب، بحيث يتم التأكيد على اتهام إيران بلعب دور سلبي ضد دول المنطقة العربية، وكذلك مواقف تساند المغرب في أزمته مع المغرب وقضية الصحراء.
ولعل هذه التطورات والمواقف قد تكون من ضمن الأسباب التي قد تؤخر القمة العربية المزمع عقدها في الجزائر، هذا إن لم توقفها أو تبدل مكان انعقادها، إذ أن موقفاً عربياً داعماً للمغرب ضد الجزائر سيكون كفيلاً بذلك.
خاص وكالة رياليست.