الرياض – (رياليست عربي): تسعى السعودية بكل ثقلها لمنع إيران من الوصول إلى التقنية النووية، وترفع بشكل دائم مخاوف التهديدات الأمنية والسلاح النووي، ولعل أحد أبرز الأسباب التي تقول الرياض بأنها تزكي العداء والخصومة مع طهران هي مساعي الأخيرة النووية.
آخر التطورات في ملف المخاوف السعودية النووية، كان ما أعلنه وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان خلال مؤتمر التعدين العالمي بالرياض عن وجود كميات هائلة من اليورانيوم في المملكة يجري الاستعداد لاستغلالها تجارياً، مشيراً إلى أن بلاده تتطلع لتطوير برنامجها النووي.
على ما يبدو فإن القيادة السعودية قد اختارت مؤتمر التعدين العالمي كمناسبة لإرسال رسائل ردعية لإيران، التي تعيش أيامها في التفاوض مع الغرب بشأن برنامجها النووي.
أما رسالة الرياض عبر ما أعلنه الوزير السعودي، فتتضمن تهديداً واضحاً بان السعودية ستبدأ بالشروع في توسيع وتطوير برنامجها النووي ليكون مشروعاً ردعياً موازياً مقابل مشروع إيران النووي.
بطبيعة الحال ليس من السهل البدء ببرنامج نووي سعودي مستقل، فالتجربة هنا ستختلف عن تجربة إيران وخصوصيتها، إذ أن الرياض حليف وثيق وتاريخي للولايات المتحدة بعكس طهران، التي عاشت العقوبات والحصار منذ قيام الثورة الإسلامية وحتى كتابة هذه السطور، ما يعني بأن الإيرانيين اعتمدوا السرية قدر الإمكان، وعلى التطوير الذاتي، فيما تعتمد السعودية شأنها شأن باقي دول الخليج على العمالة الأجنبية ومن بينهم العلماء والأكاديميون والمتخصصون والمهندسون.
يمكن لواشنطن أن تشرف على برنامج نووي محدود للرياض، كمحطات طاقة نووية، ومصانع تعمل على الوقود النووي الصلب، لكن المشروع سيكون بإشراف أمريكي كامل، كما أن لحاق السعودية بركب الدول النووية سيشجع دولاً أخرى لاحتذاء ذات الطريق وهو ما ترفضه القوى الكبرى في العالم، بالتالي فإن الشروع ببرنامج سعودي نووي ليس بتلك البساطة حتى وإن ظن كثيرون بأن حلف المملكة الوثيق مع واشنطن سيعطيها استثناءً في ذلك.
خاص وكالة رياليست.