جنيف – (رياليست عربي): تتجه الأنظار إلى جنيف التي تستضيف المحادثات الموسعة الروسية الأمريكية حول الضمانات الأمنية والتي تعقد خلف الأبواب المغلقة في ظل توتر متزايد في العلاقات الروسية الغربية.
هل من تأثير لتلك المحادثات على ملفات أخرى في العالم بين الدولتين، كسوريا مثلاً؟
العناوين المطروحة حالياً، الضمانات الأمنية، والتعهد بمنع نشر صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى على تخوم روسيا، وكذلك الحد من النشاط الروسي بالقرب من دول الناتو، إضافةً لمنع توسع الناتو شرقاً، وبهذا سيتعهد الروس، إذ يتخوف البعض في أروقة القرار الأمريكية من توسع النفوذ الروسي في الشرق عموماً، ولا سيما في الشرق العربي.
إن المحاور الرئيسية لتلك المحادثات، غير مرتبطة بملفات أخرى هي محل نزاع بين موسكو وواشنطن، فالملف السوري على ما يبدو هناك ستاتيكو يتم المحافظة عليه، أو توازن بين الدور الأمريكي المتمثل بالتواجد شرق الفرات ودعم الأكراد، وبين التواجد الروسي ضمن المناطق الواقعة تحت كنف الدولة السورية.
بالتالي فإن اهتمام الروس والأمريكيين سينصب فقط على حفاظ الأمن القومي لكل منهما، وإبعاد أي تهديدات عن الحدود الجيو – سياسية لهما، لا سيما بالنسبة لروسيا، بالمقابل سيسعى الأمريكي لحفظ مصالحه ومصالح الناتو في أوكرانيا، ومنع انزلاق هذا البلد ليصبح تحت العباءة الروسية.
مدى حساسية تلك الملفات سيجعل من ملفات سوريا والعراق و ليبيا، ملفات ثانوية، لن يتم التطرق لها حالياً، وستقوم كل من واشنطن وموسكو بفصل الملفات العالمية عن بعضها البعض، ولا يعني اجتماع الخصمين العالميين في جنيف أنهما سيستغلا تلك المناسبة للتفاوض على الملف السوري أو الليبي مثلاً.
يُذكر أن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف يترأس الوفد الروسي إلى جانب نائب وزير الدفاع ألكسندر فومين، فيما يترأس الوفد الأمريكي النائب الأول لوزير الخارجية ويندي شيرمان، حيث تسبق هذه المحادثات اجتماع مجلس روسيا ـ الناتو المقرر عقده بعد يومين في بروكسل، ما يعني أن محادثات جنيف هي لترطيب الأجواء وتخفيف الاحتقان قبل بدء اجتماعات الروس مع أعضاء الناتو.
خاص وكالة رياليست.