نور سلطان – (رياليست عربي): لا تزال أحداث ملف كازاخستان تتفاعل، وتشغل أروقة القرار العالمية عموماً، وفي أمريكا وروسيا خصوصاً، فيما توصف أحداث كازاخستان بأنها إرهاصات لثورة ملونة تارةً أو بدايةً لحرب هجينة تبدأ بتظاهرات كبيرة وتتطور إلى صدامات مسلحة.
في هذا السياق اعتبر الرئيس الكازاخستاني، قاسم جومارت توكايف، أن بلاده تعرضت لعدوان مسلح نفذه إرهابيون مدربون في الخارج ، مشيراً إلى أنه تم رصد 20 ألفا منهم في ألماتا وحدها، مضيفاً بأن هذا العدوان تم تدبيره وتنسيقه جيداً من قبل المنفذين والعصابات الإرهابية.
كلام الرئيس توكايف عن مسلحين بأعداد كبيرة، يعني بأنهم جيش أو ميليشيا كبيرة، وبالنظر إلى الجوار الكازاخي، سنجد كلاً من قيرغستان وتركمانستان و أوزباكستان، فضلاً عن الصين وروسيا، وبالتالي فإن العمق الاستراتيجي لتلك الجماعات المدربة هي الدول الثلاث الأولى المذكورة، لا سيما مع اشتراكها بقومياتها وتراثها، الأمر الذي يعني توجيه أصابع اتهام غير مباشرة لتركيا بافتعال ذلك انطلاقاً من اللعب على الوتر القومي والعرقي أولاً والديني ثانياً، فضلاً عن أحلام أنقرة بالتمدد.
كما لا يمكن استبعاد واشنطن عما حدث، إذ تسعى الولايات المتحدة لكبح جماح روسيا في أوكرانيا، وهي متوجسة من تطبيق معاهدة الأمن الجماعي لمساعدة كازاخستان أمنياً وعسكرياً، بل إن التراشق بين المتحدثة باسم الرئاسة الروسية ماريا زاخاروفا ووزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن حول أحداث كازاخستان يعكس صورة الكباش العالمي الذي على ما يبدو بدأ هذا البلد بالتحول إلى أحد ساحاته كما هو الحال في أوكرانيا وسوريا.
فقد وصفت زاخاروفا تصريحات المسؤول الأمريكي بأنها مزحة فظة، بلينكن كان قد قال هناك درس من التاريخ: إذا دخل الروس إلى بيتك، سيصعب إجبارهم على المغادرة، لترد المتحدثة الروسية بالقول: إذا دخل الأمريكيون إلى بيتك، سيصعب عليك البقاء على قيد الحياة وعدم التعرض للسرقة أو الاغتصاب.
خاص وكالة رياليست.