موسكو – (رياليست عربي): تغييرات كبيرة تنتظر الخريطة السياسية الأوروبية، حيث تشير تصريحات المسؤولين من الشرق والغرب إلى الخطوط المحتملة للانقسام في المستقبل، فما حقيقة هذا الأمر؟
الولايات المتحدة لم تعد تعتبر أوروبا ككل واحد، وتستثمر بكثافة في المشروع المناهض لروسيا، الذي يرى أوكرانيا وبولندا ودول البلطيق كمشاركين ويعملون لصالحها، ما يؤكد ذلك تصريحات جوليان سميث المندوبة الدائمة للولايات المتحدة لدى الناتو عندما قالت: “إن الولايات المتحدة مهتمة بتعزيز قدرات الناتو ومستعدة للترحيب بالمبادرات الإقليمية، ولا سيما توحيد بريطانيا وبولندا وأوكرانيا ودول أخرى، دول البلطيق في اتحاد منفصل، إذا كان يعزز الإمكانات الدفاعية”.
بالتالي، منذ عدة سنوات تقوم الولايات المتحدة وبريطانيا بعمل مشترك لتقسيم أوروبا إلى تحالفات جديدة وتشكيل خريطة كتلة جديدة للعالم، حيث يتم تأكيد ذلك ليس فقط من خلال إنشاء تحالفات جديدة من الدول المعادية لروسيا، ولكن أيضاً، مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وكذلك تشكيل تحالف دفاعي جديد أوكوس – AUKUS، والذي شمل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وأستراليا، لكنه لم يشمل أي دولة من أوروبا.
إن التصريحات المستمرة للولايات المتحدة حول حقيقة أن أوكرانيا من المحتمل أن تنفصل عن جزء من أراضيها، لكنها ستقرر ذلك بمفردها، ذات أهمية كبيرة ودلاله على مشروع تقسيم أوروبا، فبعد كلام الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، كرر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين هذه المسألة بقوله: “يجب على الأوكرانيين، جنباً إلى جنب مع حكومة البلاد، أن يقرروا بأنفسهم إمكانية التنازلات الإقليمية”.
ووفق الجانب الروسي، كما أعلن نائب مجلس الأمن الروسي، ديمتري ميدفيديف، أنه من المهم اليوم أيضاً أن يتعلق الأمر بالمشروع المناهض لروسيا، ويجب النظر بالخريطة جيداً، فمن المحتمل ألا يوجد ما اسمه أوكرانيا على خريطة العالم بعد عامين.
بالنتيجة، يمر العالم الآن بلحظة تاريخية لإعادة توزيع مجالات النفوذ، ويفهم جميع المشاركين في اللعبة الكبرى، وخلف كل من البيانات المقدمة هناك جغرافياً، سياسية كبيرة جداً، على ما يبدو، ستكون الأشهر المقبلة حاملة لكثير من التطورات المثيرة والتي تؤكد أو تدحض هذا الأمر، لقد أصبح الصراع في أوكرانيا بمثابة “البجعة السوداء”، والتي لم يكن من الممكن التنبؤ بعواقبها، لا في الجغرافيا السياسية ولا في الاقتصاد، من قبل أي شخص مهما بلغ حجم ذكائه السياسي.
خاص وكالة رياليست.