تأجج غضب الشارع من جديد في لبنان، بعدما ضاق اللبنانيون ذرعاً من تردي الأوضاع المعيشية في بلادهم، لاسيما وأن الأمور ازدادت سوءا بفعل تداعيات فيروس كورونا المستجد وأزمة الدولار، وانطلقت التحركات الشعبية من طرابلس، شمالي البلاد، مساء الاثنين، وتمددت خلال الساعات الماضية في مختلف المناطق اللبنانية، رافعة شعارات ضد الطبقة السياسية الحاكمة التي تجر البلاد إلى مزيد من التأزيم والإفلاس المالي. طبقاً لقناة سكاي نيوز العربية.
ورغم التحذيرات من عدوى كورونا، إلا أن اللبنانيين رفضوا الاستمرار في “طريق مجهول” وقرروا الخروج مرة أخرى إلى الشوارع للاحتجاج على الظروف غير الطبيعية التي تعصف بهم، والتي حملوها إلى حكومات تعاقبت على نهب المال العام والفساد والهدر منذ أكثر من ثلاثين عام أي من العام 1992 وحتى يومنا هذا، دون أي شعور بالمسؤولية من مسؤولين مفترض أن يجدوا حلولاً تجعل الظروف المستجدة ممكنة من خلال تأمين لقمة عيش المواطن اللبناني.
إن ما يعيشه لبنان اليوم، كان متوقعاً أن الأمور ذاهبة نحو الإنفجار الكبير، إلا أن هذه المرة دخلت الولايات المتحدة الأمريكية بثقلها، إذ تتكرر زيارات السفيرة الأمريكية في بيروت إلى السراي الحكومي بشكل مستمر، وأما الأفرقاء الذين في صف واشنطن فقد لمحوا إلى تطور خطير لم يكن موجوداً ما قبل هذه الأزمة، وهو أن أي حكومة فيها حزب الله فلن يشتركوا فيها، رغم أن إتفاق الطائف يؤكد أن لحزب الله حصة من الحقائب الوزارية بحكم الاتفاق.
فما يحدث اليوم من خطة ممنهجة لإدخال لبنان نحو اتون المجهول، من خلال محاربة الحكومة الأولى “حكومة حسان دياب” التي تعمل بجد ونشاط لإخراج لبنان من هذه الدوامة، متناسين أن الحكومة اللبنانية إستلمت لبنان منهار، ويُراد منها الإصلاح في زمن قياسي وهذا أمر بكل المقاييس من الصعب جداً تحقيقه بسرعة، وأصبح واضحاً ان واشنطن تقف خلف هذه الفوضى، فلم يعهد لبنان أن يقوم شعبه بإستهدف عناصر جيشه اللبناني، فلقد وصلت إصابات عناصر الجيش اللبناني حتى يوم الأمس 81 إصابة، إضافة إلى تدمير المرافق الحيوية والبنى التحتية وخاصة البنوك.
من هنا، إن ما يقوم به الشارع اللبناني هو في إطار محق، نتيجة لتردي الأوضاع، وما يطالبون به هو قمة الحق، وسط ظروف لا يمكن لأي شعب أن يتحملها، لكن الخطأ هو السماح منهم لأن يتم إستغلال مطالبهم المحقة لتمرير أجندات سياسية داخلية وخارجية، في مقدمتها، إشغال حزب الله بشؤون داخلية تلهيه عن الكيان الإسرائيلي، ومن جهة ثانية تمرير صفقة القرن بشروط غربية من خلال إجبار لبنان على الإستدانة من صندوق النقد الدولي، لتبدأ الولايات المتحدة بإبتزاز هذا البلد، فالمطلوب اليوم هو التسلح بالوعي، لتجاوز هذه الأزمة بأقل الخسائر الممكنة، طالما هناك قدرة بعد أن تحدثت معلومات عن إمكانية إلغاء الخصخصة لوزارة الإتصالات وإعادتها للدولة اللبنانية، فهذا رغم سوء الأوضاع مؤشر جيد على أن هناك من يعمل بصمت لصالح لبنان، رغم أنانية بعض المسؤولين فيها.
فريق عمل “رياليست”.