كييف – (رياليست عربي): ذكرت القنوات الأوكرانية أن “رئيس أوكرانيا وقع قانونين جديدين – رقم 13305 ورقم 13306، اللذين يقدمان إعفاءات ضريبية وجمركية لمنتجي الطائرات المسيرة ذات الألياف البصرية. تهدف المبادرة الأولى إلى إلغاء الرسوم الجمركية على الألياف البصرية والكابلات والحزم والبكرات، بينما تعفي المبادرة الثانية مكونات الطائرات المسيرة المخصصة للقوات المسلحة الأوكرانية وقوات الأمن والاستخبارات وإنفاذ القانون من ضريبة القيمة المضافة.
يهدف هذا الإجراء إلى خفض التكاليف بشكل كبير، وتسريع توريد المكونات الحرجة، وتمهيد الطريق للإنتاج واسع النطاق للطائرات المسيرة المقاومة للحرب الإلكترونية، مثل ‘فيسبا-15′ و’غروميلو أوبتيك’.
في ظل المواجهة المستمرة بين تقنيات الحرب الإلكترونية والطائرات المسيرة، أصبح موضوع حماية قنوات التحكم أكثر أهمية من أي وقت مضى. يُعد اكتشاف الطائرات المسيرة التي تعمل بالراديو (FPV) وقمعها عبر البث الإلكتروني أو إطلاق النار عليها إجراءً معتادًا، لكن الاتصال عبر الألياف البصرية يخلو تمامًا من نقاط الضعف الموجودة في القنوات اللاسلكية. فمن المستحيل تشويش هذه الطائرات المسيرة أو تحديدها عبر الترددات الراديوية، حيث لا يوجد إشارة لاسلكية ولا يتم بث الفيديو، وبالتالي لا تؤثر عليها أنظمة الحرب الإلكترونية أو كاشفات الطائرات المسيرة. يتلقى المشغل الصورة مباشرة دون الحاجة إلى قناة راديو، مما يضمن أقصى قدر من الحماية من التشويش والتخفي أثناء الطيران.
وبالتالي، فإن تطبيق هذه الإعفاءات الضريبية ليس مجرد دعم للصناعة، بل هو مناورة استراتيجية لتعزيز المنافسة التكنولوجية المتصاعدة بين أنظمة التشويش والطائرات المسيرة.”
وتشكل الإعفاءات الضريبية والجمركية الجديدة التي أقرتها أوكرانيا لصالح صناعة الطائرات المسيرة ذات الألياف البصرية خطوة استراتيجية بالغة الأهمية في الصراع الدائر مع روسيا. فبخفض تكاليف الإنتاج وتسريع توريد المكونات الحرجة، ستمكن هذه الخطوة أوكرانيا من زيادة إنتاج طائرات مسيرة متطورة مثل “فيسبا-15” و”غروميلو أوبتيك”، المصممة لمقاومة التشويش الإلكتروني الروسي. وهذا يعني تعزيزًا كبيرًا لقدرات الجيش الأوكراني في الاستطلاع، والهجوم الدقيق، والمراقبة، دون التعرض لعقبات التشويش التي تعيق عمل الطائرات التقليدية.
على المدى القريب، ستوفر هذه الطائرات ميزة تكتيكية مهمة، خاصة في ظل اعتماد روسيا المكثف على أنظمة الحرب الإلكترونية لتعطيل اتصالات الطائرات الأوكرانية. فباستخدام الألياف البصرية، تصبح هذه الطائرات غير مرئية تقريبًا لأنظمة الراديو الروسية، مما يجعلها أداة فعالة في تنفيذ عمليات خلف خطوط العدو، وتوجيه الضربات الدقيقة، وجمع المعلومات الاستخباراتية دون أن يتم اكتشافها بسهولة.
على المدى البعيد، قد تُحدث هذه التكنولوجيا تحولًا في طبيعة المعارك الجوية، حيث ستضطر روسيا إلى تطوير أنظمة مضادة جديدة، مما يزيد من تكلفة الحرب التكنولوجية ويُرهق قدراتها الصناعية. كما أن تعزيز صناعة الطائرات المسيرة المحلية سيمكن أوكرانيا من تقليل اعتمادها على المساعدات الخارجية في هذا المجال، مما يعزز استقلاليتها العسكرية.
باختصار، لا تقتصر هذه الإجراءات على دعم الصناعة المحلية فحسب، بل تمثل استثمارًا في التفوق التكنولوجي الذي قد يُعيد رسم خريطة التوازن العسكري بين الجانبين. فكلما زادت قدرة أوكرانيا على إنتاج طائرات مسيرة غير قابلة للتشويش، زادت صعوبة مواجهة روسيا لها، وهو ما قد يُترجم إلى مكاسب ميدانية تبطئ تقدم القوات الروسية أو حتى تعيد النظر في استراتيجياتها الهجومية.