نيودلهي – (رياليست عربي): غرب آسيا هو جوار الهند الممتد مع اتصال حضاري عميق له جذور تاريخة ضاربة في العمق، لها مكانة استطاعت ترسيخ أقدامها فيها، على سبيل المثال لا الحصر، أمن الطاقة؛ المشاركة الاقتصادية؛ والمغتربون من أصل هندي ورفاهيتهم، حيث أن ما يقرب من 9 ملايين من الشتات الهندي في الغرب، وآسيا، والغالبية في دول مجلس التعاون الخليجي الست، كان لها دور فعال في تطوير البلدان المضيفة مع تحويل أكثر من 50 مليار دولار إلى الهند، التي كانت كبيرة وتمثل تقريباً 1/10 من إحتياطات الهند الحالية من النقد الأجنبي.
تعتمد الهند على إمدادات مستمرة من النفط الخام والغاز من المنطقة، خاصة دول مجلس التعاون الخليجي إلى حد كبير، كما تستورد ما يقرب من 40 في المائة من نفطها و70 في المائة من احتياجاتها من الغاز من المنطقة، والتي تعتبر ضرورية للهند لاستمرار النمو والتنمية
تنويع اقتصاديات النفط
بالإضافة إلى ذلك، هناك سلامة الممرات البحرية ومكافحة القرصنة ومكافحة الإرهاب، حيث أن التعاون ضروري للغاية للإمدادات المتقطعة، من العراق، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة وقطر هما الموردان الرئيسيان للنفط والغاز للهند. لا عجب، أن الإمارات العربية المتحدة هي ثالث أكبر شريك تجاري والسعودية الرابعة، ومع ذلك، ما يجب أن يكون تم القيام به للإحاطة علماً بتنويع اقتصادات النفط من الهيدروكربونات إلى الطاقة المتجددة والدخول في تنمية خضراء مدفوعة بالتكنولوجيا، وفقاً لها، حددت الرؤية من 2025 إلى 2040.
بالإضافة إلى ذلك، الذهاب إلى الجغرافيا السياسية يشمل المنافسة الاستراتيجية بين الصين والولايات المتحدة وتحول محور البندول الاقتصادي تجاه آسيا، حيث صاغت العديد من دول مجلس التعاون الخليجي سياساتها المسماة Act Eastتجاه آسيا، وخاصة الصين والهن ، حيث أن أسواقهما مرنة جداً، وتمزج بشكل جيد مع سياسة ربط الغرب بالهند.
كان هناك تغيير نوعي في الهند، العلاقات الثنائية مع التخصصات الخليجية من المعاملات إلى الشراكات الاستراتيجية، مع أمن الطاقة على رأسها، حيث التزمت الإمارات العربية المتحدة باستثمار 75 مليار دولار في الهند في قطاعات متنوعة.
استثمر في مشاريع التكرير
العديد من المشاريع قيد الإعداد بالفعل، ظلت دبي مركز عبور رئيسي للتجارة الهندية وغالباً ما يتم تصنيفها على أنها ثاني أو ثالث أكبر شريك تجاري رئيس، ودعا الوزير مودي أدنوك ومبادلة للاستثمار في مشروعات التكرير والبتروكيماويات في قطاع الهيدروكربونات في الهند أيضاً، حيث أن احتياطيات النفط الاستراتيجية هي أولوية بالنسبة للهند، واتفاقية تخزين وإدارة النفط بين شركة بترول أبو ظبي الوطنية، حيث وقعت الشركة والمحميات البترولية الاستراتيجية الهندية المحدودة في يناير، ويؤكد عام 2017 أن إمدادات النفط الخام من الإمارات العربية المتحدة لكهف مانجالور ستكون خطوة تحول مهمة في بناء شراكة استراتيجية في مجال قطاع الطاقة، والأهم من ذلك، أن أبوظبي منحت امتيازاً نفطياً كبيراً للمرة الأولى إلى كونسورتيوم تقوده ONGC من الهند في حقل ADMA-OPCO في منطقة زاكوم السفلى، يجري وصفها بالمشاركة الاستراتيجية الناشئة في قطاع الطاقة، بغرض تتبع مختلف الوعود والاتفاقيات الوزارية رفيعة المستوى، حيث تم إنشاء فرقة العمل.
ونظراً لأن الهند تستضيف وترأس مجموعة العشرين، دعا رئيس الوزراء مودي رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ضيفاً خاصا في قمة سبتمبر، كما أن الهند وقعت مؤخراً اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشامل مع الإمارات العربية المتحدة حيث أصبحت شريكاً مؤسساً لإطار I2U2 سريع الحركة مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية كشركاء استراتيجيين آخرين حيث الاستثمار والتكنولوجيا والأسواق، حيث سيضيف مصفوفة تعاونية مستقبلية وذات منفعة متبادلة عبر الطاقة، والانتقال والتزويد حيث تعتزم دولة الإمارات العربية المتحدة زيادة إنتاجها من النفط إلى ما يقرب من خمسة مليون برميل في اليوم.
متطلبات الهند من النفط
توفر المملكة العربية السعودية ما يقرب من 17 في المائة من احتياجات الهند النفطية، حيث التزم الأمير محمد بن سلمان باستثمار 100 مليار دولار، عبر عدة مشاريع بما في ذلك قطاع الطاقة، خلال زيارته للهند، وقعت أرامكو السعودية مذكرة تفاهم في أبريل 2018 مع الكونسورتيوم الهندي، أكبر مشروع مصفاة في الهند “راتناجيري للتكرير والبتروكيماويات المحدودة” بقيمة 44 مليار دولار أمريكي، وفي وقت لاحق، وقعت أدنوك أيضاً اتفاقية للاستحواذ على 25 في المائة من أسهمها، من حصة أرامكو السعودية في مشروع راتناجيري، ومع ذلك، فإن المشروع لم يكن قادر على الإقلاع بسبب تخصيص قضايا الأراضي التي من المتوقع حلها، وهكذا، تقوم شركة الفنار السعودية حالياً بتنفيذ مشروع طاقة 300 ميجاوات في حقل كوتش.
كما استثمرت العديد من الشركات السعودية الأخرى في الهند من خلال شركات غير سعودية، لكن الرياض تتوقع أيضاً استثمارات هندية في مناطق حساسة في المملكة، لكن تسببت الحرب الروسية الأوكرانية في كارثة كبرى مثل استخدام سلاح الطاقة من جانب روسيا كإجراء مضاد للعقوبات أضاف بعداً جديداً للدبلوماسية القسرية، فالجنوب العالمي، بما في ذلك المستوردين الرئيسيين مثل الهند، استفادت من هذه الفرصة من خلال استيراد المزيد من النفط من روسيا في خصومات كبيرة حيث عزز منتجو دول مجلس التعاون الخليجي الإمدادات إلى أوروبا، والتي تعاني من مشكلة كبيرة في الإمدادات بسبب العقوبات المفروضة على روسيا، ومع ذلك، ذهبت أوبك+ إلى جانب روسيا وأبقت على الفوائد عن طريق الإبقاء على مستويات الإنتاج راكدة أو حتى خفضها أو خفضها بشكل أكبر للحفاظ على استقرار الأسواق وخزائنهم، بالطبع، هذا أزعج الأمريكيون، الذين هددوا الرياض بـ “العواقب”.
كما أن إمدادات النفط من المنطقة لم تكن خالية من التعقيدات الخاصة بها والجغرافيا السياسية والجغرافيا الاقتصادية، كانت الهند تستورد ما يقرب من 11-12 في المائة منها، أيضاً المتطلبات من إيران والتي تم تخفيضها فعلياً إلى الصفر بسبب التهديدات بفرض عقوبات جديدة من قبل الولايات المتحدة على طهران، أثر ذلك على كتلة النفط الهندية سلباً على إيران، على الرغم من أن مشروع تشابهار نجا وحالياً يتم استخدامه لاستيراد النفط وغيره من التجارة مع روسيا بشكل كبير.
ومع ذلك، فإن رؤية دفاع الهند الحماسي عن مشترياتها من النفط من روسيا تحت العقوبات الأمريكية والغربية الأشد على الإطلاق، بدأ الإيرانيون في استفزاز وحث الهند على البدء في استيراد النفط والغاز منها أيضاً وفقاً لـ الاستقلال الاستراتيجي للحفاظ على المصالح الوطنية لنيودلهي، إنه وضع صعب في الواقع، ربما بالنظر إلى تكرار العقوبات الأحادية، فقد حان الوقت لاكتشاف عدم حدوث ذلك.
أهداف الهند للطاقة المتجددة
بدأت الهند أهدافها الخاصة بتحويل الطاقة نحو مصادر الطاقة المتجددة لمواجهتها، تغير المناخ ولتحقيق أهداف إزالة الكربون، فقد أطلقت أيضاً مهمة الهيدروجين التي تبحث فيها عن التعاون مع القوى الإقليمية، ففي الآونة الأخيرة، وقعت شركة هندية، “Renew Power” اتفاقية لتأسيس منشأة في مصر باستثمارات 8 مليارات دولار، وهي الأكبر في البلاد والمنطقة.
سيحدد مسار النمو الاقتصادي في الهند ومزيج الطاقة وأنماط الاستهلاك، مدى وعمق شراكة الطاقة مع دول غرب آسيا، ولكن على المدى المتوسط وخلال أمريت كال (25 سنة قادمة)، سيكون التعاون من خلال تواصل تكثيفها مع المنطقة، والتي تعتبر من نواح كثيرة أهمها، أنها ستكون حي ممتد، ومع ذلك، فإن نقطة التحذير بالنسبة للهند ستكون الصين، التحدي في المنطقة والمناطق الجغرافية الأخرى، على الرغم من الهدوء النسبي بين الجانبين.
خاص وكالة رياليست – آنيل تريجونيات – سفير هندي سابق لدى مالطا وليبيا والأردن.
