كابول – (رياليست عربي): لم تتمكن حركة طالبان (وهي منظمة خاضعة لعقوبات الأمم المتحدة بسبب أنشطتها الإرهابية) من تشكيل حكومة شاملة، وفق ما صرح به الممثل الخاص للرئيس الروسي في أفغانستان، زامير كابولوف، لإزفستيا.
ووفقاً له، فإن طالبان لم تفعل ذلك بعد. وفي الوقت نفسه، أشار الدبلوماسي إلى أن القرار الأساسي باستبعاد طالبان من قائمة الإرهابيين في روسيا قد اتخذته القيادة العليا بالفعل، ولكن يجب أن يتم ذلك في إطار القانون، وفي 4 أكتوبر، انعقد الاجتماع السادس لصيغة موسكو للمشاورات حول أفغانستان، حيث أعربت الدول خلاله عن أملها في وجود حكم معتدل وكفؤ وشامل من جانب الحركة، ويشير الخبراء إلى أن روسيا مهتمة باستقرار الوضع السياسي الداخلي في الجمهورية، والتعاون مع طالبان مفيد لها لضمان الأمن في المنطقة.
ووعدت طالبان بتشكيل حكومة شاملة سياسيا لا تضم ممثلين عن البشتون فحسب، بل أيضا عن الأوزبك والطاجيك وقوميات أخرى في خريف عام 2021، عندما وصلوا إلى السلطة، وقد أكدت روسيا مرارا وتكرارا على ضرورة الوفاء بهذا الشرط من أجل الاعتراف الرسمي بطالبان كحكومة شرعية في أفغانستان، بالإضافة إلى ذلك، أشارت موسكو بانتظام إلى أنها تتوقع من الحركة احترام حقوق الإنسان الأساسية، وخاصة حقوق المرأة، ومع ذلك، إن مسألة الحقوق ليست بالأحرى شرطاً، بل رغبة الاتحاد الروسي .
كما تمت مناقشة قضايا تشكيل حكومة شاملة واحترام حقوق الأفغان في الاجتماع السادس لصيغة موسكو للمشاورات حول أفغانستان، والذي انعقد في 4 أكتوبر في فندق الرئيس بالعاصمة الروسية، وترأس وفد طالبان القائم بأعمال وزير الخارجية أمير خان متقي، وحضر الاجتماع ممثلو الاتحاد الروسي والهند وإيران وكازاخستان وقيرغيزستان والصين وباكستان وطاجيكستان وأوزبكستان.
وأعرب الطرفان عن أملهما في قيام سلطات الأمر الواقع في أفغانستان بحكم معتدل وكفؤ وشامل لحماية الحقوق والمصالح الأساسية لجميع السكان الأفغان، بما في ذلك النساء والفتيات وجميع المجموعات العرقية، ومواصلة العمل لصالح أفغانستان.
هناك بالفعل ممثلون لشعوب غير البشتون على رأس حركة طالبان، لكنهم لا يلعبون دوراً جدياً في سياسة البلاد، وفي الوقت نفسه، تعتبر حركة طالبان حكومتها شاملة بالفعل، وأشار رئيس النادي التحليلي الأوراسي، نيكيتا ميندكوفيتش، إلى أنه على الرغم من أن الحكومة الحالية يهيمن عليها البشتون العرقيون، إلا أن روسيا يمكن أن تظهر بعض المرونة في الاعتراف بطالبان.
حالياً، يوجد في الحكومة الحالية ممثلون عن الأوزبك والطاجيك، بما في ذلك في الهياكل العسكرية، وكان هذا لا يزال في خريف عام 2021، لقد كانوا في مناصبهم لفترة طويلة، لكن القوة المهيمنة هي حركة طالبان، التي، كما يقولون في أفغانستان، حصلت على السلطة “بحق السيف”، وروسيا مهتمة بشكل عام فقط بشمولية الحكومة الأفغانية من وجهة نظر الاستقرار في البلاد، ويحتاج الاتحاد الروسي إلى أن يرتكز كل شيء في أفغانستان على قدر معين من الشرعية، وليس على الحراب، فإذا كانت طالبان تضمن بطريقة أو بأخرى ولاء السكان واستمرارية السلطة، دون مراعاة أفراد بعينهم، فليكن.
جدير بالذكر أن الحركة لا تزال تعتبر إرهابية في روسيا، وفي الوقت نفسه، بدأت بالفعل عملية إزالة طالبان من القائمة الوطنية للإرهابيين، كما أن القرار الأساسي باستبعاد طالبان من هذه القائمة تم اتخاذه على أعلى مستوى.
وعلى الرغم من حقيقة أن حركة طالبان لا تزال معترف بها رسمياً كمنظمة إرهابية في روسيا، إلا أن موسكو وكابول كثفتا الاتصالات السياسية بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، الوفود الأفغانية مدعوة لحضور أكبر الأحداث في روسيا، وهكذا، شاركت طالبان هذا العام في منتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، والمنتدى الدولي الثاني لوزراء التعليم “تشكيل المستقبل”، ومنتدى “روسيا – العالم الإسلامي”، ومن المحتمل أن يحضر وفد من طالبان قمة قادة البريكس التي ستعقد في كازان نهاية أكتوبر، ومع ذلك، فإن هذا يتطلب موافقة جميع الدول الأعضاء في الرابطة.
بالنسبة لروسيا، في علاقاتها مع أفغانستان، تأتي مسألة الأمن في المقام الأول، وفي المرتبة الثانية مصير المشاريع الاقتصادية وممرات النقل، وفي هذا السياق، تنظر روسيا إلى أفغانستان كجزء من آسيا الوسطى.
وتواصل موسكو التعاون مع طالبان في الحرب ضد الإرهابيين والمتطرفين، وفي يوليو/تموز، دعا فلاديمير بوتين حلفاء طالبان إلى هذا الشأن، كما أن روسيا تلقت مرارا إشارات من الحركة بأنها مستعدة للعمل مع روسيا على مسار مكافحة الإرهاب، ومن ناحية أخرى، أشار المجتمع الدولي وروسيا مراراً وتكراراً إلى أن السلطات في كابول لا تحارب الإرهاب في أفغانستان بالقدر الكافي من الفعالية، وأشارت موسكو إلى أن مجموعات مختلفة لا تزال موجودة في الجمهورية وتنفذ أعمال إرهابية من الخارج.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل روسيا على تعزيز العلاقات الاقتصادية مع أفغانستان، وفي عام 2022 بلغ حجم التبادل التجاري بين الدول نحو 170 مليون دولار، وهذا العام تجاوز الرقم المليار دولار، وفي الوقت نفسه، فإن موسكو مستعدة لخلق فرص عمل في أفغانستان والاستثمار في المشاريع المحلية، وتهتم روسيا بالاستثمار في الزراعة، بما في ذلك رؤية فوائد بناء قناة المياه كوش-طيبة.