االخرطوم – (رياليست عربي): زيارة خاطفة لم يعلن عنها مسبقاً قام بها رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل، المعلومات التي نشرت عنها شحيحة للغاية مقارنة بالأهداف الحقيقة، وسر تحرك القاهرة في اللحظات الأخيرة لاحتواء الازمة السودانية.
ووفق مراقبون أن زيارة اللواء عباس كامل، تشير إلى أن مصر تسعى إلى لعب دور أكبر في السودان، بسبب تدخل قوى إقليمية أخرى في الأزمة السياسية التي تشهدها الخرطوم، الأمر الذي نتج عنه شتات للفرقاء السياسيين هناك، وهو ما سينعكس مستقبلاً على الدولة المصرية لما تمثله السودان لها كدولة في العمق الجغرافي.
رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل، الذي هبطت طائرته في الخرطوم الأسبوع الماضي، أجرى مباحثات مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان.
وقال مجلس السيادة السوداني، إن رأس الاستخبارات المصرية نقل رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى عبد الفتاح البرهان لتعزيز علاقات البلدين، فيما خلا البيان من أي إشارة إلى جهود مصرية في الشأن السياسي السوداني.
وعقد اللواء عباس كامل، مشاورات منفصلة مع قوى الحرية والتغيير- المجلس المركزي، وقوى الحرية والتغيير (الكتلة الديمقراطية)، واقترح على الطرفين استضافة القاهرة مؤتمرا للقوى السودانية لتوحيد مواقفها تجاه قضايا الانتقال في بلادها، وتوسيع القاعدة السياسية من أجل ضمان أمن واستقرار السودان.
وحسب خبراء في الشأن السوداني، أن القاهرة تدخلت للعب دور في السودان، لزيادة منسوب القلق لديها إزاء السيولة السياسية والأمنية التي تشهدها الخرطوم منذ نحو 4 سنوات.
وجل ما تخشاه القاهرة الرسمية من المبادرات والاتفاق الذي تم توقيعه مؤخرا، يحوي بنود من شأنها إضعاف دور المؤسسة العسكرية السودانية وتدعم مكونات سياسية صغيرة بلا ثقل ولا إرث تاريخي ولا جذور اجتماعية، مما يهدد أمن السودان واستقراره، مما يفتح الباب أمام الإرهاب وانتشار السلاح والهجرة غير الشرعية ويهدد حركة الملاحة في البحر الأحمر ويدخل المنطق فى دوامة صراع جديدة وسط منطقة ملتهبة بالأزمات في الأساس.
لذلك حملت زيارة اللواء عباس كامل، حزمة نصائح تتعلق بتوسيع دائرة القوى المدنية لديها تفاهمات مع المؤسسة العسكرية، لضمان تحقيق جملة من الأهداف، ربما يكون في مقدمتها عدم السماح للمعسكر للقوات المسلحة بالسيطرة على المشهد برمته وتعيده إلى دائرة الصراع مجدداً.