دمشق – (رياليست عربي): قام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة إلى الإمارات العربية المتحدة هي الأولى له لدولة عربية منذ اندلاع النزاع السوري عام 2011، مما يظهر تحسن العلاقات مع بلد حليف للولايات المتحدة الأمريكية، طبقاً لموقع “دولتشه فيله – DW” الألماني.
زيارة الأسد إلى الإمارات على أهميتها، لكن هناك تسجيل موقف أهم منها، وهو أن أبو ظبي تنتهج نهجاً لا يتوافق مع الحليف الأمريكي، وهو موقفها الثاني في أسبوع، الأول زيارة وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد إلى العاصمة الروسية موسكو، رغم التصريحات الإماراتية التي ذكرت أن الزيارة كانت مدرجة ما قبل الاجتياح الروسي لأوكرانيا، وثانيهما زيارة الرئيس السوري إلى الإمارات، ما قد يشعل غضب واشنطن، لكن وبنفس الوقت، تعمل الإمارات على موازنة علاقاتها خاصة مع حمّى الفوضى الدولية المنتشرة.
الجانبان السوري والإماراتي أكدا على ضرورة “الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وانسحاب القوات الأجنبية” من بلد به وجود عسكري لكل من روسيا وإيران وتركيا والولايات المتحدة، إذ يعتبر هذا اللقاء أحدث حلقة في سلسلة مبادرات دبلوماسية تشير إلى تحول في الشرق الأوسط يشهد إحياء عدد من الدول العربية علاقاتها مع الأسد، ما قد ينذر وكما قال الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون إن سوريا ستكون حاضرة في القمة العربية، وهذه الزيارة ربما أيضاً ستمهد لعودة دمشق إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، وترعى أبو ظبي ربما أيضاً بالتعاون مع المملكة العربية السعودية، تقريب وجهات النظر بين دمشق والدوحة.
وفي سياق متصل، قالت الولايات المتحدة في بيان رداً على زيارة الرئيس السوري بشار الأسد يوم الجمعة لدولة الإمارات إنها “تشعر بخيبة أمل كبيرة وبقلق من هذه المحاولة الواضحة لإضفاء الشرعية” على الأسد.
وقال نيد برايس المتحدث باسم الخارجية الأمريكية “نحث الدول التي تفكر في التواصل مع نظام الأسد على أن تدرس بعناية الفظائع المروعة التي ارتكبها النظام ضد السوريين على مدى العقد الماضي فضلا عن محاولات النظام المستمرة لحرمان معظم البلد من الحصول على المساعدات الإنسانية والأمن”.
بالنتيجة، هذه الزيارة تأتي في وقت حسّاس، على مستوى العالم، لكنها قد تحمل بعض الانفراجات بالنسبة لسوريا، ربطاً مع الدورين التركي والأمريكي فيها، خاصة وسط حديث عن إحياء فكرة الانقسام عندما أعلنت واشنطن نيتها رفع العقوبات عن المناطق التي تضم قوات سوريا الديمقراطية، إلى جانب أن الدور الإماراتي قد ينجح في تقريب وجهات النظر بين دمشق وكل من أنقرة والدوحة، أما واشنطن فستبقى العقدة التي لا يوجد لها حل على المستوى القريب.
خاص وكالة رياليست.