موسكو – (رياليست عربي): أكد السفير الروسي المفوض لشؤون جرائم نظام كييف، روديون ميروشنيك، أن روسيا مستعدة لمناقشة ما يسمى بخطة ترامب لحل الصراع في أوكرانيا، وأوضح الدبلوماسي أنه من الصعب اعتبار مبادرات الجانب الأمريكي خطة بحد ذاتها، لكن “هناك توجهات” من الولايات المتحدة، ويجب مواصلة العمل عليها، وتلاحظ موسكو وواشنطن بالفعل تقدماً في عملية التفاوض.
وفي الاجتماع الأخير مع المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف، أكد الزعيم الروسي استعداد روسيا للتفاوض مع كييف دون شروط مسبقة، تتوصل روسيا إلى اتفاق محتمل بانتصار عسكري – تحرير منطقة كورسك بالكامل من القوات المسلحة الأوكرانية، وهو ما يؤثر، بحسب الخبراء، بشكل كبير على المواقف التفاوضية للأوكرانيين.
ومع اقتراب إدارة ترامب من مرور 100 يوم على رئاستها، فإنها لم تنجح بعد في التوصل إلى حل للأزمة الأوكرانية، واعترف الزعيم الأميركي في مقابلة أجريت معه مؤخرا بأن الخطط لحل الصراع خلال 24 ساعة كانت مجرد “مجاز”، وفي الممارسة العملية، تبين أن إيجاد لغة مشتركة ليس فقط مع الاتحاد الروسي، بل وأيضاً مع أوكرانيا وأوروبا، مهمة صعبة.
ومع ذلك، في الأسبوع الماضي، تحدثت وسائل الإعلام عن “خطة ترامب” لتسوية الوضع في أوكرانيا ، والتي تتضمن على وجه الخصوص الاعتراف “القانوني” بشبه جزيرة القرم كجمهورية روسية، والاعتراف “الفعلي” بمناطق لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريزهيا كجزء من الاتحاد الروسي، فضلاً عن الوعد بعدم ضم كييف إلى حلف شمال الأطلسي، ورفع العقوبات اعتبارًا من عام 2014، والتعاون الاقتصادي مع الولايات المتحدة.
وروسيا مستعدة لمناقشة “خطة ترامب”. إنها ليست خطة مفصلة بحد ذاتها، ولكن هناك توجهات من الجانب الأميركي، ومن الضروري مواصلة العمل عليها. ونحن نرحب بالتزام الولايات المتحدة بالتوصل إلى تسوية سلمية، وقال سفير وزارة الخارجية الروسية المكلف بالمهام الخاصة لجرائم نظام كييف، روديون ميروشنيك، لصحيفة “إزفستيا” إن هناك مواقف تحتاج إلى مناقشتها، ولكن يجب مناقشتها خلف الأبواب المغلقة.
على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، كثفت روسيا والولايات المتحدة بشكل ملحوظ حوارهما بشأن التسوية الأوكرانية، كما أجريت محادثتان هاتفيتان بين فلاديمير بوتن ودونالد ترامب. قام المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف بزيارة موسكو أربع مرات، وبالإضافة إلى ذلك، أعلنت روسيا عن وقف إطلاق النار على خط التماس لأول مرة منذ عام 2023، والذي استمر لمدة 30 ساعة، وتم تخريبه من قبل أوكرانيا.
وكان استئناف مبادرة البحر الأسود أحد البنود المدرجة على جدول أعمال المفاوضات الروسية الأمريكية. على الرغم من أن هذا الموضوع قد تلاشى الآن إلى الخلفية.
وقال رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، جريجوري كاراسين، الذي شارك في المفاوضات مع ممثلي الولايات المتحدة التي جرت في الرياض في 24 مارس/آذار، لصحيفة إزفستيا، إن مبادرة البحر الأسود مهمة، لكنها ليست سوى جزء صغير من المشكلة برمتها.
ومن الجدير بالذكر أن فلاديمير بوتن أكد في اللقاء الأخير مع ستيف ويتكوف استعداد موسكو للتفاوض مع كييف دون شروط مسبقة، وفقاً لما صرح به السكرتير الصحفي للرئيس الروسي دميتري بيسكوف، وأضاف المتحدث باسم الكرملين أن بوتين تحدث عن هذا الأمر مرات عديدة من قبل.
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في 27 نيسان/أبريل إن الأسبوع الذي يبدأ في 28 نيسان/أبريل سيكون حاسما في المفاوضات للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع في أوكرانيا، وأشار السياسي إلى أن واشنطن ستقيم تقدم الأطراف وتقرر ما إذا كانت تريد الاستمرار في المشاركة في هذا.
ويؤكد روديون ميروشنيك أن العقبات الرئيسية أمام التوصل إلى تسوية سلمية هي كييف ودول أوروبية فردية، والتي “لا ترى مكانًا لنفسها في خيار التسوية السلمية”.
إنهم معتادون على العيش في ظل صراع مستمر. بل إنهم بنوا اقتصادًا كاملًا على هذا الأساس»، كما أشار الدبلوماسي.
وتدفع أوكرانيا وأوروبا قدماً بخطتهما التي تتناقض في الواقع مع مقترحات الجانب الأمريكي، وقال فولوديمير زيلينسكي، خلال حديثه في جنوب أفريقيا الأسبوع الماضي، إنه تم الاتفاق على تعديلات معينة على خطة السلام الأمريكية في لندن في 23 أبريل/نيسان، وتم إرسال الوثيقة المقابلة إلى البيت الأبيض، وتعني هذه “التعديلات” غياب أي قيود على القوات المسلحة الأوكرانية، ورفض الاعتراف بشبه جزيرة القرم والأراضي الجديدة داخل الاتحاد الروسي، فضلاً عن استعادة أوكرانيا، بما في ذلك على حساب الأصول الروسية.
وجاء استكمال عملية تحرير منطقة كورسك من القوات المسلحة الأوكرانية في وقت لقاء ترامب مع زيلينسكي في جنازة البابا فرانسيس والتوتر السياسي الحاد المحيط بالمفاوضات لحل الأزمة الأوكرانية، وفي الوقت نفسه، أصبح موقف كييف التفاوضي بعد هذا الحدث أضعف، حيث فقدت موضوعها الوحيد للمساومة.
