باريس – (رياليست عربي): إن الأيديولوجية الأمريكية ومنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وهي قائمة على العداء والصراع والتنافس بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها ضد المعسكر الروسي .
ومع قدوم ترامب انقلب على هذا المفهوم الراسخ في العقيدة الوطنية الأمريكية، بل إنه يتخلى شيئاً فشيئاً عن أوروبا الحليف التقليدي، لتتولى تدبير أمورها العسكرية والدفاعية بنفسها.
وهو الأمر الذي جعل الرئيس الفرنسي يعلن بالأمس عن عزم فرنسا التخطيط لزيادة الإنفاق العسكري الفرنسي من 2.1% إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي.
ووفقا لهذا التصريح، فإن رئيس الدولة يدرس هذا الاحتمال في حال قررت الولايات المتحدة التوقف عن حماية أوروبا عبر التحالف عبر الأطلسي، كإجراء احترازي وسابق ، تحسباً لتخلي أمريكا – ترامب عن حلف الناتو .
وأثار الرئيس إيمانويل ماكرون أمام الأطراف المجتمعة صباح الخميس 20 فبراير في قصر الإليزيه فكرة زيادة الإنفاق العسكري الفرنسي من 2.1% إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي. هذا الاحتمال تم النظر فيه في حال قررت الولايات المتحدة التوقف عن حماية أوروبا عبر الناتو، وهو الأمر الذي تم تأكيده من العديد من المشاركين في الاجتماع.
وقد تم تناول ذات الموضوع مرة أخرى من قبل رئيس الدولة مساء نفس اليوم الخميس… بينما يجيب على أسئلة مستخدمي الإنترنت في أوكرانيا على الشبكات الاجتماعية.
حيث يعتقد إيمانويل ماكرون أننا “ندخل حقبة جديدة”. ويضيف: “الخطر موجود. إننا ندخل لحظة حيث سيتعين علينا أن نعيد استثمار المزيد من الفرنسيين والأوروبيين، لتعزيز دفاعنا وأمننا”.
وفيما يتعلق بمسألة 5%، أجاب الرئيس بأنه لا يعرف “إذا كانت نسبة 5% هي الرقم المناسب لفرنسا، ولكن على أي حال، سيتعين علينا أن نرتفع”.
كما صرح بعض الخبراء أن رئيس الدولة الذي «لا يستبعد» «إطلاق منتجات ادخارية» لدعم تمويل برامج الدفاع. أصر إيمانويل ماكرون: “نحن ندخل وقتا يجب فيه على كل واحد منا أن يسأل نفسه عما يمكننا القيام به من أجل الأمة الفرنسية والجمهورية”، وبهذا المعنى، فإن منتج الادخار هذا سيكون “فكرة جيدة جدًا”.
التعليق … أن تغير الأيديولوجيات بين الإدارة الأمريكية الجديدة ، ودخول العالم إلي حقبة جديدة وفقا لتصريح الرئيس ايمانويل ماكرون ، فهذا يعني أن العالم قادم علي صراع وتنافس تجاري واقتصادي وعسكري، ويجب على كل دولة أو أمة إذا أرادت البقاء والنجاة من هذا الطوفان، الاعتماد والاعتماد على ذاتها.
سبق وأن اقتراح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون علي السيد ترامب خلال فترة رئاسته الأولي، وخلال لقاء للدول السبع الكبري ، أن تنشأ أوروبا قوات عسكرية دفاعية خاصة، وهو الذي لقي معارضة شديدة من الجانب الأمريكي .
وإن الإدارة الأمريكية الجديدة ترسل رسائل صريحة وملاحقة: بأنها لن تحمي أو تدافع عن أحد… حليف أو غير حليف مجانا ودون مقابل… فالكل سيدفع من أجل رضاء أمريكا… بل وللأسف الشديد أيضاً من أجل بقاءه.
كما يتردد من تصريحات الرئيس الأمريكي وأفراد إدارته عن الملفات الشائكة في العالم أن هدفهم اقتصادي رأسمالي متوحش بهدف تحقيق أهدافهم و غايتهم ولا يهم الوسيلة أو الطريقة، ولكنه مغلف وتحت شعار إحلال السلام العالمي… فهم يتحدثون عن مصادر الطاقة، والمعادن النادرة وثروات الدول، ووقف المعونات والمساعدات، والخروج من المنظمات الدولية، وكذلك نقض المعاهدات والاتفاقات الدولية، والرسوم الجمركية، بل وضم دول جديدة إلى الولايات المتحدة والدعوة إلي الهيمنة المعلوماتية والتكنولوجية على كل العالم: وهو النموذج الحديث والجديد من الاستعمار .
فكلنا جميعا مع السلام والأمن في كل العالم… ولكننا أيضا جميعاً سلام دائم قائم علي الحق والعدل…. فالهدف النبيل واحد … ولكن الآلية والمنهجية محل خلاف وايضا اختلاف في الأيديولوجية والمفاهيم القائمة على العدالة …بعيدا عن قانون الغابة، وأن البقاء للأقوى، وان القوي والكبير يلتهم الضعيف، والصغير… ولكن الحقيقة أنه هو القانون الوحيد الذي لم يسقط مع مرور الزمن وكل العصور.
لذا، استقلوا واتحدوا واعتمدوا على أنفسكم من أجل البقاء إذا أردتم.
خاص وكالة رياليست – د. خالد عمر – فرنسا.