موسكو – (رياليست عربي): عقب لقائه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على خلفية الأزمة الأوكرانية، أعلن وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف أن واشنطن وعدت بتقديم رد خطي “الأسبوع المقبل” على مطالب بلاده بسحب قوات حلف شمال الأطلسي – الناتو، من أوروبا الشرقية.
ومن جهته، أكد بلينكن أنه طلب من روسيا سحب قواتها من الحدود مع أوكرانيا، مشدداً على أن واشنطن سترد على “أي هجوم روسي حتى لو لم يكن عسكري
للمزيد عن هذا الموضوع، استضافت قناة الشرق، الدكتور عمرو الديب، أستاذ العلاقات الدولية ومدير مركز خبراء رياليست.
كيف كان اجتماع لافروف وبلينكن من وجهة نظر موسكو؟
الدكتور الديب: إن مسألة الاجتماع بين الجانبين هي في حد ذاتها، نتيجة إيجابية جداً، حتى وإن كانت لا توجد هناك نتائج ملموسة بعد هذه الاجتماعات التي بدأت في 10 يناير/ كانون الثاني الجاري، إلا ان المباحثات والمشاورات التي تتم في هذا الخصوص هي أمور تبعث الأمل في هذا الملف، وتبيّن أن هناك رغبة مشتركة في التوصل إلى حل ما لهذه الأزمة الراهنة بين روسيا وأوكرانيا من جهة، وبين روسيا والغرب من جهةٍ أخرى، خاصة وأن لا مصلحة حالية للولايات المتحدة الأمريكية في حدوث مواجهة مع روسيا، وبالعكس، بما في ذلك اجتياح أوكرانيا.
ويضيف مدير مركز خبراء رياليست: لكن كانت هناك بعض المطالبات الأمنية التي قدمتها روسيا للغرب، إذ يبدو أن هناك من استمع لتلك المطالب، لذلك نجد اليوم ولأول مرة أن روسيا تطالب الغرب بتقديم مطالبات مكتوبة، وهذا يعني أن هناك ضمانات تم تقديمها شفهياً، لكن موسكو لا تستطيع الأخذ بها لكي لا تعيد اخطاء فترة التسعينات وما بعدها، لجهة إعطاء حلف شمال الأطلسي – الناتو آنذاك وعود بعدم التوسع شرقاً، لكنه لم يلتزم بوعده.
هل تحاول الولايات المتحدة الإيقاع بروسيا من خلال دفعها إلى القيام بعملية عسكرية ما ضد أوكرانيا؟
الدكتور الديب: بدايةً فيما يتعلق بأن الرئيس الأمريكي، جوزيف بادين كان قد أعطى الضوء الأخضر لروسيا باجتياح أوكرانيا، الحقيقة أن بايدن بالفعل أعطى الضوء الأخضر لروسيا، كي تلتقط الطعم وتبدأ بعملية عسكرية ما ضد الدولة الأوكرانية، وهذا أمر متداول من قبل السياسيين الأمريكيين الذين يريدون إشعال النقاط الساخنة العديدة في العالم، خاصة وأنهم يعلمون تماماً أنه إذا أخطأت موسكو بالدخول العسكري برياً إلى أوكرانيا، سيعطي ذلك العديد من الدول الغربية بوضع روسيا تحت ضغوطات اقتصادية قوية، من شأن ذلك أن ينهي الدولة الروسية الحالية، أو من الممكن أن تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة.
ما هي خيارات روسيا اليوم في حال لم يستجيب الناتو لضماناتها الأمنية؟
مدير مركز خبراء ياليست: الولايات المتحدة الأمريكية بالفعل استجاب للضمانات الأمنية الروسية، وهذا الأمر لمسناه بالأمس من خلال حديث الرئيس الأمريكي، بأن أوكرانيا لن تنضم إلى حلف الناتو، وسيتم الإبقاء على المبدأ السائد الذي يقول، بأن أبواب الحلف مفتوحة لأي دولة على الأرض، ولكن فعلياً لن تستطيع أي دولة تمتلك حدود برية مع روسيا أن تدخل في هذا الحلف، مثل فنلندا والسويد وأوكرانيا وجورجيا.