قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن العسكريين الأتراك الذين يجري إرسالهم إلى ليبيا يقومون بدعم وتدريب القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا برئاسة فائز السراج، طبقاً لوكالة رويترز للأنباء.
في أقل من أربعة أيام، ناقض الرئيس التركي أردوغان تصريحاته بين قوله “لم نرسل قوات تركية إلى ليبيا”، وبين “القوات الذين يجري إرسالهم إلى ليبيا”، يوضح أن تضارب التصريحات التركية، يميل بكل الأحوال بإتجاه ما يحقق للنظام التركي المنفعة المباشرة بدون أدنى مقدمات، فلقد إعتبر أردوغان أن وجود قواته في الأراضي الليبية تعزز الأمن والسلام في ليبيا، مطالباً الغرب بعدم دعم عدو السراج، أي المشير خليفة حفتر، فلقد أكد أن أنقرة ترسل فرق تدريب لا قوات مقاتلة إلى ليبيا.
إلى ذلك، سبق وأن صادق البرلمان التركي على إرسال قوات تركية إلى ليبيا وكان قد قال أردوغان إن هذه القوات قد بدأت بالذهاب فعلياً إلى طرابلس لدعم فائز السراج، وفي تبرير لنفسه ذكر الرئيس التركي أن هناك قرابة 2500 من شركة فاغنر الروسية موجودين في ليبيا، ونحو 5000 مقاتل سوداني وغيرهم آخرين من التشاد والنيجر، في محاولة لإقناع الرأيين العام العالمي والتركي، بأن تصرفه يقابل أن يكون نداً لهؤلاء.
فمع إرسال قوات تركية إلى ليبيا لا يزال أردوغان يتحدث عن المسار السياسي لعملية وقف إطلاق النار في ليبيا متهماً المشير حفتر بالتعطيل نتيجة عدم توقيعه للإتفاق في العاصمة الروسية – موسكو، معتبراً أن كل ما يحدث في ليبيا هو عبارة عن مكائد وقف بوجهها النظام التركي خاصة تلك التي تدّعي مكافحة الإرهاب وهي تعمل على نشره حسب زعمه، منتقداً مؤتمر برلين في أنه جاء فقط على ذكر بيانات وقرارات شفهية غير قابلة للتطبيق في إشارة منه إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه يدعم المشير حفتر ضد الحكومة الشرعية أي حكومة الوفاق.
الرئيس التركي لم يهتم بالإدانات حول إرسال قواته إلى ليبيا، خاصة العربية السعودية، التي كانت قد أدانت هذا الفعل، في حين رد أردوغان بانه لا يعر وزناً للسعودية او تصريحاتها، من هنا، أصبحت حكومة الوفاق تحظى بدعم تركي كامل والذي كانت نتيجته توقيع مذكرتي التفاهم الأمنية والبحرية والتي بموجبها سينقب النظام التركي عن الغاز والتي هي أساس إهتمامه بليبيا إلى جانب النفط والموارد الطبيعية الأخرى.
لم يتوقف الأمر عند ذلك فلقد تم تأكيد إرسال أكثر من ألف مقاتل سوري قادمين من الشمال السوري إلى ليبيا عن طريق النظام التركي، في إشارة واضحة إلى أن أنقرة تسعى إلى تأجيج الأوضاع بعدما قامت أن قامت بزج آلاف المقاتلين وما تم التصريح عنه أنهم سوريين فقط، لكن يشار إلى أن الإيغور والتركستان يحظيان أيضاً بدعم تركي منقطع النظير، وهذا الأمر ليس بعيداً أن يكونوا قد وصلا إلى الأراضي الليبية فعلاً، لكن لم يتم التصريح حول ذلك بعد.
أخيراً، لم يحقق مؤتمر برلين أي نتائج من شأنها نقل ليبيا إلى دفة الأمان، وعلى الرغم من أن الجزائر إجتمعت هي الأخرى مع دول جوار ليبيا لبحث الأزمة الليبية وتفعيل الحوار المشترك، إلا أن المؤشرات تؤكد أن الغرب وكل المنخرطين في هذا الملف لا يريدون للأزمة أن تنتهي وفي مقدمتهم تركيا، وأن الصراع سيتطور على ما هو أكثر من معارك متفرقة، فدخول الأصيل مباشرةً سيخلق نوعاً جديداً من المعارك شبيهة إلى حد ما بالوضع السوري والسيطرة على مناطق منابع النفط تحت مسمى مكافحة الإرهاب برعاية النظام التركي.
فريق عمل “رياليست”