دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يراهن على الانتخابات لضمان مستقبله السياسي، الخميس 19 سبتمبر/ أيلول 2019 بيني غانتس إلى أن يشكلا معا حكومة وحدة ، إلا أن خطوته قوبلت برفض من خصمه الذي رد أنه يريد أيضا حكومة وحدة تخرج إسرائيل من المأزق السياسي لكن بشرط أن تكون برئاسته، طبقا لرويترز.
إخفاقات بالجُملة
إن النتائج شبه النهائية للإنتخابات التشريعية تضع مستقبل تشكيل الحكومة على المحك، في ظل عدم نجاح أي من الحزبين في تشكيل الإئتلاف، الأمر الذي سيدفع بالرئيس رؤفين ريفلين للبدء الأحد 22 سبتمبر/ أيلول 2019 مشاوراته لاختيار رئيس الوزراء المقبل.
إن النتيجة الأولية لهذه الانتخابات، تؤكد فشل سياسات نتنياهو في معظم الملفات، أهمها فشل سياسته في مقاربة وإيجاد حل مع الفلسطينيين وحركة حماس، فضلاً عن قضايا الفساد التي تلاحقه، على الرغم من أن حنكته السياسية تعتبر الأقوى، فيما يبدو ان خطوته بضم غور الأردن لإستحصال مكسب قد يستطيع من خلاله الإقتراب من حسم المسألة الانتخابية لصالحه، إلا أن ذلك أيضا لم يحقق نتيجة مرجوة من شأنها قلب المعادلة لصالحه.
من هنا، إن رجل إسرائيل الأول، يبدو أنه فشل في سياساته عموما، فلطالما إعتمدت الانتخابات الإسرائيلية على الدعاية الإعلامية لها، من خلال إستحداث إنتصارات معينة سواء في الداخل الفلسطيني أو مع لبنان وسوريا، لكسب تأييد شعبي داخلي يدعم مرشحهم الأقوى، لكن في الوضع الراهن، قلب الإعلام الطاولة على نتنياهو من خلال إبراز ملفاته الفاشلة يترأسها ملف تهم الفساد ضده.
للتعليق على نتائج هذه الإنتخابات، قال رئيس مجلس إدارة مؤسسة دعم وتطوير الثقافة والتقاليد والعلوم اليهودية ميخائيل تشيرنوف لـ”رياليست”:
ليس من الممكن حتى الآن التنبؤ بتكوين حكومة مستقبلية. إلا أن هناك احتمال، أن يكون رئيس الوزراء الحالي قادرا على تشكيلها، ربما على أساس التناوب. وهنا يمكن استخلاص بعض الاستنتاجات من نتائج الانتخابات.
1. تقف الغالبية الساحقة من المجتمع الإسرائيلي مع أحزاب اليمين و ذلك فيما يتعلق بالمشاكل الإسرائيلية، و مسألة حل النزاع مع العرب. فلقد صوتوا لصالح نتنياهو والأحزاب اليمينية، وليبرمان.
2. نتنياهو مع بعض الأحزاب اليمينية المتحدون في كتلة “يامين” و التي تفككت بعد الانتخابات مباشرةً، هي المسؤولة عن هذه الحالة.
المشكلة في أن نتنياهو على الرغم من أنه رجل سياسي محنك في إسرائيل، و معظم قادة العالم يحترمونه، إلا أنه لم يحضر جيل قيادي ثاني يمكنه مسك دفة الحزب من بعده، و حتى لو قرر التضحية بنفسه مقابل أن يحافظ اليمينيون على السلطة، فلن يجد شخصية بمستوى قدرته السياسية لإستلام السلطة، فقادة الحزب المقربين من زملائه لا يملكون تلك القوة إلى جانب ضعفهم في الإدارة حتى من الناحية الفكرية.
فالحاصل الآن أن نتنياهو لا يملك بديلا له في السلطة والحزب. وإن حدث ذلك، فإن الخلف سيكون ضعيفًا. و طبعاً المسؤولية تقع على عاتق ممثلي كتلة اليمين، الذين لا يستطيعون الإتحاد.
ولكن إذا نظرنا إلى مجمل قادة الأحزاب اليسارية واليمينية، فنتنياهو هو السياسي الوحيد حاليا القادر على تولي زمام الأمور.
3. فأي تشكيل للحكومة محل حكومة نتنياهو الضعيفة السابقة، التي أظهرت العجز السياسي والعسكري، سواء مع حماس في غزة، وقبل ذلك بالنسبة لإحتجاجات المهاجرين من إثيوبيا. سيزيد الأمور سوء في الداخل السياسي الإسرائيلي، و إن رحيل نتنياهو واستبداله بمرشح سيء أو ضعيف ومعارض، سيكون أقرب إلى الحزب الديمقراطي الأمريكي، وهذا الأمر من الممكن أن يقوض رابطة إسرائيل بعلاقتها مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. بالطبع، فمن ناحية ليس من الجيد أن تعتمد أي دولة بشكل كبير على دولة واحدة قوية، والأسوأ من ذلك أن تعتمد على رئيس تلك الدولة القوية، لكن رغم ذلك ونظرا للعلاقة المتينة بين إسرائيل وترامب فلقد حققا بعض النجاح في القدس ومرتفعات الجولان.
فإن ضعفت العلاقة مع واشنطن، سيكون أمرا صعبا على أن تتحمله إسرائيل. الأمر نفسه ينطبق على المستوى غير المسبوق من العلاقات والثقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. فالمرشح الضعيف الذي سينجح قد لا يفهم عمق هذه العلاقات ومدى أهميتها خلافا لنتنياهو الذي تماهى في هذه العلاقات لصالح إسرائيل.
4. فيما يتعلق بالعلاقات مع السلطة الفلسطينية وعرب إسرائيل والحفاظ على السيطرة اليهودية على أرض إسرائيل، ستكون هذه العلاقة متقلبة، و يمكن لنا أن نرى إحياء “لإتفاقية أوسلو” الميتة والفاسدة. و يمكن أن يؤدي رحيل نتنياهو إلى القضاء على “خطة السلام” السرية لترامب أو ما تعرف بصفقة القرن.
دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يراهن على الانتخابات لضمان مستقبله السياسي، الخميس 19 سبتمبر/ أيلول 2019 بيني غانتس إلى أن يشكلا معا حكومة وحدة ، إلا أن خطوته قوبلت برفض من خصمه الذي رد أنه يريد أيضا حكومة وحدة تخرج إسرائيل من المأزق السياسي لكن بشرط أن تكون برئاسته، طبقا لرويترز.
إخفاقات بالجُملة
إن النتائج شبه النهائية للإنتخابات التشريعية تضع مستقبل تشكيل الحكومة على المحك، في ظل عدم نجاح أي من الحزبين في تشكيل الإئتلاف، الأمر الذي سيدفع بالرئيس رؤفين ريفلين للبدء الأحد 22 سبتمبر/ أيلول 2019 مشاوراته لاختيار رئيس الوزراء المقبل.
إن النتيجة الأولية لهذه الانتخابات، تؤكد فشل سياسات نتنياهو في معظم الملفات، أهمها فشل سياسته في مقاربة وإيجاد حل مع الفلسطينيين وحركة حماس، فضلاً عن قضايا الفساد التي تلاحقه، على الرغم من أن حنكته السياسية تعتبر الأقوى، فيما يبدو ان خطوته بضم غور الأردن لإستحصال مكسب قد يستطيع من خلاله الإقتراب من حسم المسألة الانتخابية لصالحه، إلا أن ذلك أيضا لم يحقق نتيجة مرجوة من شأنها قلب المعادلة لصالحه.
من هنا، إن رجل إسرائيل الأول، يبدو أنه فشل في سياساته عموما، فلطالما إعتمدت الانتخابات الإسرائيلية على الدعاية الإعلامية لها، من خلال إستحداث إنتصارات معينة سواء في الداخل الفلسطيني أو مع لبنان وسوريا، لكسب تأييد شعبي داخلي يدعم مرشحهم الأقوى، لكن في الوضع الراهن، قلب الإعلام الطاولة على نتنياهو من خلال إبراز ملفاته الفاشلة يترأسها ملف تهم الفساد ضده.
للتعليق على نتائج هذه الإنتخابات، قال رئيس مجلس إدارة مؤسسة دعم وتطوير الثقافة والتقاليد والعلوم اليهودية ميخائيل تشيرنوف لـ”رياليست”:
ليس من الممكن حتى الآن التنبؤ بتكوين حكومة مستقبلية. إلا أن هناك احتمال، أن يكون رئيس الوزراء الحالي قادرا على تشكيلها، ربما على أساس التناوب. وهنا يمكن استخلاص بعض الاستنتاجات من نتائج الانتخابات.
1. تقف الغالبية الساحقة من المجتمع الإسرائيلي مع أحزاب اليمين و ذلك فيما يتعلق بالمشاكل الإسرائيلية، و مسألة حل النزاع مع العرب. فلقد صوتوا لصالح نتنياهو والأحزاب اليمينية، وليبرمان.
2. نتنياهو مع بعض الأحزاب اليمينية المتحدون في كتلة “يامين” و التي تفككت بعد الانتخابات مباشرةً، هي المسؤولة عن هذه الحالة.
المشكلة في أن نتنياهو على الرغم من أنه رجل سياسي محنك في إسرائيل، و معظم قادة العالم يحترمونه، إلا أنه لم يحضر جيل قيادي ثاني يمكنه مسك دفة الحزب من بعده، و حتى لو قرر التضحية بنفسه مقابل أن يحافظ اليمينيون على السلطة، فلن يجد شخصية بمستوى قدرته السياسية لإستلام السلطة، فقادة الحزب المقربين من زملائه لا يملكون تلك القوة إلى جانب ضعفهم في الإدارة حتى من الناحية الفكرية.
فالحاصل الآن أن نتنياهو لا يملك بديلا له في السلطة والحزب. وإن حدث ذلك، فإن الخلف سيكون ضعيفًا. و طبعاً المسؤولية تقع على عاتق ممثلي كتلة اليمين، الذين لا يستطيعون الإتحاد.
ولكن إذا نظرنا إلى مجمل قادة الأحزاب اليسارية واليمينية، فنتنياهو هو السياسي الوحيد حاليا القادر على تولي زمام الأمور.
3. فأي تشكيل للحكومة محل حكومة نتنياهو الضعيفة السابقة، التي أظهرت العجز السياسي والعسكري، سواء مع حماس في غزة، وقبل ذلك بالنسبة لإحتجاجات المهاجرين من إثيوبيا. سيزيد الأمور سوء في الداخل السياسي الإسرائيلي، و إن رحيل نتنياهو واستبداله بمرشح سيء أو ضعيف ومعارض، سيكون أقرب إلى الحزب الديمقراطي الأمريكي، وهذا الأمر من الممكن أن يقوض رابطة إسرائيل بعلاقتها مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. بالطبع، فمن ناحية ليس من الجيد أن تعتمد أي دولة بشكل كبير على دولة واحدة قوية، والأسوأ من ذلك أن تعتمد على رئيس تلك الدولة القوية، لكن رغم ذلك ونظرا للعلاقة المتينة بين إسرائيل وترامب فلقد حققا بعض النجاح في القدس ومرتفعات الجولان.
فإن ضعفت العلاقة مع واشنطن، سيكون أمرا صعبا على أن تتحمله إسرائيل. الأمر نفسه ينطبق على المستوى غير المسبوق من العلاقات والثقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. فالمرشح الضعيف الذي سينجح قد لا يفهم عمق هذه العلاقات ومدى أهميتها خلافا لنتنياهو الذي تماهى في هذه العلاقات لصالح إسرائيل.
4. فيما يتعلق بالعلاقات مع السلطة الفلسطينية وعرب إسرائيل والحفاظ على السيطرة اليهودية على أرض إسرائيل، ستكون هذه العلاقة متقلبة، و يمكن لنا أن نرى إحياء “لإتفاقية أوسلو” الميتة والفاسدة. و يمكن أن يؤدي رحيل نتنياهو إلى القضاء على “خطة السلام” السرية لترامب أو ما تعرف بصفقة القرن.