منذ بدء الخليقة و مرورا بمرحلة الرسل و الأنبياء و أتباع الديانات الثلاث السماوية فى حالة صراع بين الخير و الشر .. الحق و الضلال .. الصواب و الخطأ .. و كل تعريف أخلاقى و نقيضه تماما و على هذا النهج منذ البداية و حتى هذه اللحظة مازال الصراع يدور و كأننا نبحث عن الحقيقة الغائبة و التى تعلمها كافه المخلوقات البشرية و غيرها عبر مراحل و عصور التاريخ المختلفة و عبر الحقب الوثنية و العبادات المختلفة و المتعدده حتى أرسل الله رسلا و أنبياء برسالات سماوية لإحداث التغيير الإيجابى فى سلوك البشرية بإتجاه تحقيق الحق و الفضيلة و الخير و العدالة و المساواة بين كافه بنى البشر بكافه معتقداتهم . لكن البشر لم يقتنع أو يقنع بالفكر القويم و بما جاءه و نزل على رسل و أنبياء من تعليمات سماوية و فضل البشر إتباع الهوى و تأسيس نفوس لا تشبع لتصل إلى مراحل متطرفة من الوجودية الإقصائية بين أتباع الديانات الثلاث ترتيبا اليهودية و المسيحية و الإسلام و مررنا بمراحل تحالف و إنتقام متعدده بين الجميع و صولا إلى الإدعاء الكاذب بفكرة صراع الحضارات و الذى تم إشغال العالم به لعقود لضرب أسس الفكر الحضارى و السلوك الإنسانى القويم و التشكيك فى الديانات الثلاث و خلق مجتمعات هشه و بروتوكولات تحت مظله حقوق الإنسان و الحريات لخلق ملف واحد لحكم العالم و هذا تم تحقيقة فى إتفاقية سيداو و التى ينفق عليها مليارات سنويا و إجبار الدول للتوقيع عليها و تتفيذ ما جاء بها رغما عنها و إلا تم الإلتفاف عليها بعقوبات متعدده و هذا نموذج لهذا النوع من الإتفاقيات و البروتوكولات و كان خلف كل هذا تحالف من جماعات الإنجيليين و و صولا إلى محاولات خلق دين جديد للعالم أجمع مع أن السنن الكونية تعتمد على الإختلاف تاره و التوافق تاره و المؤكد أن هذه الرؤى و الأفكار التى يراد بها هدم المجتمعات و السيطرة عليها هى باكورة إنتاج مراكز أبحاث البيوت الآمنه و التى تدرب كوادرها من كافه أنحاء العالم و تقف خلفهم و تدفع بهم لمراكز القيادة فى دول متعدده لتنفيذ المهام التى تم تدريبهم عليها. و اذا كنا نتسائل سؤالا تقليديا هل تكمن المشكلة فى الديانات الثلاث فإن الإجابة المباشرة هى لا بل فى أتباع الديانات الذين يستخدمون الأديان مطيه لتحقيق أهداف دموية للسيطرة على مقدرات الآخرين و إلباس كل تحرك غطاءا دينيا لإعطائه قدسية التحرك و الحماية السماوية الكاذبة و جذب مزيدا من الأنصار و الممولين و المؤسسات التى لها أهداف أو مصالح من هذا التحرك أو ذاك لتحقيق مزيدا من السيطرة و ضم مزيدا من البشر لبيت طاعة العبيد حيث يتجه المخطط الحالى و المعد له منذ عقود بالذهاب بالبشرية إلى مراحل الفناء وصولا إلى قاعدة المليار الذهبى و الملك الألفى و من ثم ذهبوا بالعالم إلى حروب الجيل الأول ثم حروب الجيل الثانى ثم حروب الجيل الثالث ثم حروب الجيل الرابع و التى تعانى منها دول الشرق الأوسط و أمريكا اللاتينية على سبيل المثال. و هانحن فى خراب و دمار و فوضى كل ضد الآخر و كل سخر أدواته ضد الآخر و فى النهاية جلهم قد فقدوا البوصلة و لا يستطيعون التوقف و يرفضون الإعتراف بأنهم مستخدمون و أن ما ألحقوه بأنفسهم و أوطانهم يعجز العدو المباشر أن يفعله بهم فى حروب مباشرة حتى و لو كان متفوقا و ليست عسكره المجتمعات بعيده عن فقرات هذا السيناريو وصولا إلى حروب الجيل الخامس الحالية و هى تعتمد على الفناء الكامل و هى حروب بيولوجية و ميكروبيولوجية و هذا ليس ببعيد عما يحدث من نشر فيروسات قاتلة و تخليقها داخل مختبرات دول محدده لتدمير مجتمعات كاملة و حصارها دون إطلاق رصاصة واحدة و تحجيم دورها و جعلها حبيسة و معزولة عن العالم و تدمير إقتصادياتها و عملتها الوطنية و إحتياطياتها من النقد الأجنبى و هدم إقتصاديات الدول المتعاونة معها. و فى هذا الإتجاه نجد الصين هى النموذج الذى ينطبق عليه هذا المثال تماما فهى تحت الحصار فعليا و أعطت توقيتا يذهب بالسيطرة على فيروس كورونا إلى 24/02/2020 و قامت بعزل مدن توقفت فيها الحياة تماما و عزلت عن العالم بسبب هذا الوباء المتفشى و أوقف العالم أنشطته مع الصين تخوفا من إنتشار الوباء و اذا لم تتم السيطرة على هذا الوباء فهذا يعنى عمليا سقوط الصين تحت طائلة التدمير الممنهج و معها خلفاء متعددين نحن نتحدث عمليا عن أقوى إقتصاد عالمى فعليا و ليس نظريا و عمليا سقوط جزء منه يسقط معه حلفاء كثر يدورون فى فلكه المستمر و المتنامى و يؤثر عمليا على الإقتصاد الأمريكى و الذى ستضطر معه أمريكا اذا حدث لتغيير عملتها الحاكمة للعالم بعملة أخرى جديدة لأن الغضب الأمريكى وصل ذروته عندما بدأت الصين فى إستحداث مبادلات تجارية باليوان الصينى و كذلك إنشاء نظام سويفت خاص بين روسيا و الصين تحضيرا لضم دول أخرى للتعامل بالعملات المحلية بين هذه الدول حتى و إن كان تقييم كل عملة داخل هذا النظام المالى مقيما نظريا بقيمتها أمام الدولار و بالتالى تخفيض الإعتماد على الدولار المنتهى الصلاحية من حيث القيمة يضع أمريكا فى وضع حذر و ينذرها بمستقبل سئ لعملتها الحاكمة للعالم و يتوجب عليها مهاجمة كل جيوب المقاومة المالية لهيمنتها على العالم. و الصين ليست بعيدة عن هذه النظرية حيث فيروس كورونا فى 2020 و لحق به بصورة مفاجئة فيروس إنفلونزا الطيور و يبدو أن إيقاف هذه الحرب على الصين ستظهر شروطه لاحقا و ربما لن يعلن عنها حيث صرحت بعض شركات الأدوية العالمية و وزيرة البحث العلمى الألمانية أنه ربما يكون هناك مصل لعلاج هذه الفيروس مع حلول الصيف و بالطبع من صنع الداء يصنع الدواء و الأرباح بمليارات خيالية مع تحقيق أهداف للسيطرة تفوق تحقيق الأرباح المالية نحن أمام أزمة و فوضى فى قيادة العالم حيث حالة التوحش المرضى تسيطر على سلوك المؤسسات الدولية و القيادات العالمية و العبيد التابعين و لننتظر أمرا أكثر سوءا مع المعطيات السيئة فإن البرهان لن يكون ورديا و هذه ليست بشارة السوء بل التنبيه الواجب مراعاته و العمل على تجنب الشرور و عدم المشاركة بها.
محمد الألفي- خبير في العلاقات الدولية، خاص لوكالة أنباء “رياليست”