بروكسل – (رياليست عربي): قال الناتو إن الصين تتحدى قيم ومصالح وأمن الحلف، كما هدد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، بفرض عقوبات على بكين، مؤكداً أن الصين لم تعد قادرة على محاولة “الجلوس على كرسيين” من خلال الحفاظ على علاقات جيدة مع كل من روسيا والغرب، واتهمت بكين بدورها التحالف بالتدخل في الشؤون الداخلية للصين، مشيرة إلى أن الغرب يشوه السياسات الداخلية والخارجية للبلاد، ويتحدى أمن جمهورية الصين الشعبية.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في مقابلة مع يوميوري: “لا ينظر الناتو إلى الصين كدولة معادية، لكنها تتحدى قيمنا ومصالحنا وأمننا”.
وأضاف أيضاً أن بكين “تزود روسيا بالتكنولوجيا والإلكترونيات لاستخدامها في الصراع في أوكرانيا”، وبحسب رئيس الحلف، فمن أجل زيادة الضغط على الصين واستقرار الوضع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، سيعمل كتلة شمال الأطلسي على تعميق التعاون مع أستراليا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية واليابان، وستتم مناقشة هذه القضايا في قمة الناتو التي ستعقد في واشنطن في الفترة من 9 إلى 11 يوليو.
وشدد ستولتنبرغ على أن “الناتو سيبقى تحالفاً لأميركا الشمالية وأوروبا”.
وهذه ليست الاتهامات الأولى ضد الصين من كتلة شمال الأطلسي. وفي العام الماضي، تحدث الحلف عن “خطاب المواجهة والمعلومات المضللة” من جانب جمهورية الصين الشعبية، وعن “العمليات الهجينة والسيبرانية الخبيثة” التي تضر بأمن الناتو.
وردت بكين بانتقاد توسع الحلف شرقا، معلنة عزمها الدفاع عن مصالحها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، إلى ذلك، اتهمت الصين حلف شمال الأطلسي «بزيادة المواجهة والتوتر بتصريحاته في مجال الطاقة النووية».
وفي الآونة الأخيرة، قامت الولايات المتحدة بنشاط بزيادة التوتر العسكري في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ووفقا للعديد من الخبراء، فإن أنشطة واشنطن لإنشاء شبكة كاملة من التحالفات العسكرية والسياسية في آسيا تهدف إلى مواجهة بكين وموسكو وبيونغ يانغ.
كوريا الشمالية واثقة من أن التحالف بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية يتحول إلى نظير آسيوي لحلف شمال الأطلسي؛ كما حذرت السلطات الروسية من تشكيل نظام كتلة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ من قبل الغرب.
وجدير بالذكر أن ا مناورات “حافة الحرية” العسكرية، التي أجرتها الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، في بحر الصين الشرقي انتهت في 29 يونيو، وكما أوضح البنتاغون، تدرب الطرفان على الدفاع الصاروخي والجوي والحرب المضادة للغواصات وأنشطة البحث والإنقاذ والدفاع السيبراني وعمليات الاعتراض.
وهناك خطط لتوسيع مثل هذه المناورات في السنوات المقبلة. وتجري طوكيو مناورات ليس فقط مع واشنطن وسيول، ولكن أيضاً مع دول التحالف، ومن المقرر إجراء مناورات “سماء المحيط الهادئ” في الفترة من 19 إلى 20 يوليو في جزيرة هوكايدو الشمالية بمشاركة إسبانيا وألمانيا وفرنسا، وسيكون هذا أول انتشار مشترك للقوات الجوية لهذه الدول في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وقد أقامت اليابان وكوريا الجنوبية، تحت سيطرة الولايات المتحدة، شراكة مع حلف شمال الأطلسي، وشاركتا في التدريبات العسكرية ومؤتمرات القمة للكتلة، وأنشأتا قنوات منتظمة للحوار، وخلال زيارته لفيتنام، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن آسيا تحاول الآن تشكيل نظام تكتل، وأضاف: «الناتو ينتقل بالفعل إلى هناك كمكان إقامة دائم. وهذا، بطبيعة الحال، يشكل تهديدا لجميع دول المنطقة، بما في ذلك الاتحاد الروسي. وأشار رئيس الدولة إلى أننا ملزمون بالرد على ذلك وسنفعل ذلك.
في الخريف الماضي، قال الزعيم الروسي إن حلف شمال الأطلسي في آسيا “يقوم بمحاولات لتجاوز الحدود الجغرافية لأنشطته”، وبالتالي انتهاك وثائقه العقائدية، وكانت الولايات المتحدة، مسترشدة “بمصالحها الأنانية”، تجتذبها بشكل متزايد. دول التحالف إلى خلق وضع متوتر في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
بالتالي، إن عقيدة الناتو تصورت في البداية الصين كمنافس استراتيجي، وفي هذه الحالة، يقوم التحالف ببناء نظام، كما هو الحال مع روسيا، لمتابعة مهمة السياج والحد من الفرص العسكرية والسياسية والتجارية والاقتصادية للصين، ويتخذ جميع أعضاء الناتو نفس الموقف فيما يتعلق بالصين، وتنتهج دول الاتحاد الأوروبي نفس السياسة تجاه بكين، أي أنها تحد من إمكانيات نفوذها، كما أن المفوضية الأوروبية تلعب دوراً كبيراً في هذا الأمر.
كما أن “هناك أيضاً تكثيفاً للنشاط داخل AUKUS، ويتزايد التفاعل بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي مع اليابان وكوريا الجنوبية، وتثار قضية تايوان والمضيق”، حيث ينظر إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ باعتبارها ساحة جديدة، ليس فقط للتنافس، بل ربما أيضاً للعمل العسكري في المستقبل، وفي هذا السياق، تعتبر الصين الدولة المركزية، والمنافس الجيوسياسي والاقتصادي للولايات المتحدة، وهذا يعني أن الناتو، كأداة تستخدمها واشنطن، يتصرف في هذه الحالة في سياق مناهض للصين.
بالتالي، إن الناتو يشن حملة إعلامية لتبرير التوسع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، هذا هو السبب الذي دفع ستولتنبرغ إلى الإدلاء بمثل هذا التصريح بشأن الصين، كما أن ذلك مؤشر على استعداد الغرب لصراع مباشر مع الصين، فضلاً عن كونه مبرراً لقطع العلاقات التجارية معها في الاتحاد الأوروبي والأسواق الأخرى.
