نيويورك – (رياليست عربي): بعد اجتماع مجلس الأمن الخاص الذي جدد “تفويض الأمم المتحدة لإدخال المساعدات إلى سوريا”، والذي حكر دخول تلك المساعدات عبر معبر “باب الهوى” بين سوريا وتركيا، فإن قرابة خمسة ملايين سوري من المقيمين في منطقة شمال شرق سوريا، والخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية – قسد ، يفقدون المزيد من الأمل بإمكانية حدوث تغيير في أحوالهم المعيشية، طبقاً لقناة “سكاي نيوز عربية”.
المداولات التي جرت بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي كانت توصلت إلى طريق مسدود، وذلك لرفض روسيا الموافقة مشروع قرار مُقدم من إيرلندا والنرويج، والذي كان ينص على تمديد تفويض الأمم المتحدة لإدخال المساعدات إلى سوريا، إضافة معبر اليعربية الحدودي مع العراق إلى نظيره “باب الهوى” الحدودي مع تركيا، وهو أمر رفضته روسيا بكل تفاصيله، الأمر الذي قالت الأنباء حوله إن الدولتان المُقترحتان عرضتا إمكانية التخلي بند معبر اليعربية، مقابل الموافقة الروسية على التمديد السنوي مثلما تسير الأمور بشكل دوري اعتيادي منذ العام 2014.
هذا الأمر يدفع للقول إن الأوضاع الإنسانية التي يصر على تقديمها الغرب اليوم هي ذريعة جديدة تتعلق بفتح المعابر غير الشرعية وجعها معابر رسمية، في حين ان هناك معابر أخرى واقعة تحط سيطرة الحكومة السورية، إلا أن محور واشنطن رفض هذا الأمر رفضاً قاطعاً، وهو أمر سبق وأن طرحته روسيا في مجلس الأمن، ما يعني أن هذه المعابر المراد منها، غايات أخرى، لكن لماذا هذا الإصرار الغربي، في وقت هي تسيطر على المعابر غير الشرعية سواء من طرف العراق أم تركيا والأردن أيضاً، وكل هذه المعابر كان لها دوراً فيما مضى، ولعل الرفض الروسي ينطلق من التوجس الكبير حيال الأمر ربطاً مع الأحداث السابقة.
وهنا تكمن نقطة غاية في الأهمية، وهي أن شرق الفرات خارج حسابات الغرب، على الرغم من استحواذ القوات الأمريكية والتركية على جزء كبير منها، إذا ما قمنا بإضافة قسد الموالية للولايات المتحدة، وهي الأحق بالمساعدات الإنسانية نظراً للظروف التي تعاني منها سواء بفعل سرقة مقدرات المنطقة من نفط وقمح، أو قطع المياه كل فترة عن مدينة الحسكة، التي يسكنها حوالي مليون سوري، فيما يقدر عدد سكان منطقة الجزيرة السورية ما يقارب الـ 5 ملايين مواطن، جلهم يعيشون تحت خط الفقر، فلا هم معترف فيهم من قبل المسيطرين على مناطقهم، وبذات الوقت يتم منعهم من الذهاب باتجاه مناطق الدولة السورية، بالتالي، إن رفض الدول الأوروبية والولايات المتحدة التنسيق مع دمشق، فهذا مرده إن وافق الغرب على التنسيق مع دمشق فهو اعتراف رسمي منه بالقيادة الحالية التي إلى الآن لا يريد الاعتراف بها، أما فيما يتعلق بالشمال السوري، فحركة التجارة نشطة عبر تركيا، وبشكل كبير جداً.
كذلك يأتي الرفض الروسي بالقبول بفتح المعابر المطروحة، أيضاً بمثابة إعطاء شرعية رسمية لقوات سوريا الديمقراطية، التي أفشلت الحوار مع دمشق، ما يعني أن موافقة موسكو تعكس ذات الموقف الغربي من التنسيق مع سوريا، وما بين لعبة المصالح تلك، هناك شعب يعاني أوضاعاً كارثية وصلت إلى حد غير مسبوق.
من يريد تقديم المساعدة بحق، عليه تقديم المساعدات من أي جانب كان، ولا يهم شرعيته من عدمها، لأن العقوبات المفروضة على سوريا هي السبب الرئيس حيال معاناة السوريين، فالبلاد اليوم تعيش شللاً حقيقياً في ضوء فقدان جل الأدوات الأساسية من الأسواق والانقطاع الدائم للكهرباء، نتيجة نقص التوريدات، ما يعني ان البلاد مقدمة على كارثة حقيقية إن استمر الغرب بالضغط على سوريا، وبالتالي فتح المعابر لن يغير من واقع الحال شيء، إذا ما استمرت العقوبات والحصار الجائر على سوريا.
خاص وكالة “رياليست.