موسكو – (رياليست عربي): إن ما يجري اليوم في الإعلام الغربي حول الحديث عن آخر المستجدات الميدانية والسياسية، يسمى بغزو واجتياح روسي لأوكرانيا، إذ ان هناك تضخيم كثير، إلى جانب إطلاق الكثير من الشائعات على المنصات الإعلامية.
حول هذا الملف، يقول كيريل جافلاخ، نائب رئيس تحرير وكالة رياليست، لـ “روسيا اليوم“، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتخذ قراراً اليوم لحماية سكان دونباس وأوكرانيا من اعتداءات النظام في كييف، وفي وسائل الإعلام الغربية يعملون على تفسير ما يجري بشكل غير صحيح، ويصفونه بأنه غزو وتدخل، لكن ما يحدث ليس اعتداءاً.
ويضيف نائب رئيس تحرير وكالة رياليست، أن الرئيس بوتين قال وبشكل دقيق، إن هذه عملية خاصة لقواتنا المسلحة في أوكرانيا للأسباب التي تم ذكرها، الجدر بالذكر هنا، ان الرئيس بوتين هو واحد من أكثر القادة الحذرين في تاريخ روسيا، والقرار في بدء العملية الخاصة في أوكرانيا، ووفقاً لرسالته التي أدلى بها صباح اليوم، تبيّن أنه اتخذ هذا القرار بصعوبة، ولكن عندما يتخذ الرئيس بوتين قراراً فإنه يكمل به حتى النهاية، ورأينا ذلك عدة مرات، والمثال على ذلك، الوضع في سوريا وعلى كافة الجبهات السياسية والدبلوماسية والعسكرية المستمرة حتى الآن.
الآن، تخرج من أوكرانيا ومن جهات مختلفة، معلومات مضللة ومفبركة كثيرة، في الفضاء الإعلامي حالياً، خاصة وأن القوات الروسية استطاعت أن تنسف البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا، وجزء من الجيش الأوكراني كان قد ترك مواقعه وأسلحته، والآن الأوضاع تجري وفقاً للمخطط الموضوع، وهذه العملية التي أطلقها بوتين كان قد جرى التخطيط والتحضير لها قبل عدة أشهر.
وفي سياق متصل يقول جافلاخ، إن ردة الفعل العالمية حول هذا الأمر متفاوتة من بلد إلى آخر، إلى جانب وسائل الإعلام الغربية كذلك الأمر، إن الإعلام الروسي المرئي والمكتوب والمسموع كلنا نعمل معاً لإيصال الحقيقة لما يجري، لكن يجب أن نفهم أن الآلية المستخدمة في الإعلام الغربي هي آلية كبيرة خاصة وأنهم وصلوا إلى مستوى كبير في البروباغندا التي أخفت كل الحقائق التي لا تناسبهم، فهناك اليوم معلومات كثيرة مضللة ومفبركة إن كان من بلومبرغ وسي إن إن وغيرها والتي كانت سابقاً وكالات لها قيمة عالية.
بالعودة إلى أوكرانيا يقول نائب رئيس تحرير وكالة رياليست: إن ما يجري هو تحرير الشعب الأوكراني من القوات النظام في كييف الذي احتل هذه الدولة، والدولة الروسية بكل أجهزتها كانت قد تحملت لفترة طويلة، مع وجود اتفاقيات مينسك، وكما هو معلوم أنه قبل عدة أشهر كان هناك عدة اقتراحات قدمت للغرب لحل المسألة الأمنية بما في ذلك ما يتعلق بأوكرانيا، فكانت النتيجة التجاهل من جانبهم، فقد اعتقد الغرب والولايات المتحدة أنه مع انهيار الاتحاد السوفيتي أنه بوسعهم القضاء على روسيا إن كان في روسيا أو العراق وحتى في أوكرانيا، لكن لكل شيء نهاية.
الآن جل مقدرة الغرب هو الشحن الإعلامي بحجة نشر الديمقراطية، لكن لو كانت العملية عكسية لكانت الأوضاع في بلادهم هي إرهاب، وهذه الازدواجية في المعايير واضحة جداً حتى لشعوبهم، ونحن كإعلام روسي لسنا بحاجة إلى إقناع العالم بما هو حق لنا بالمحافظة على أمن وحياة المواطنين الروس والأوكران معاً.
وبما يتعلق بأسواق المال عقب قرار الرئيس بوتين، يقول نائب رئيس تحرير وكالة رياليست: مما لا شك فيه أن هذا القرار سيكون له تداعيات اقتصادية، لكن عندما يتعلق الأمر بمسألة الأمن، يجب الاهتمام بها لأنها أهم من الناحية الاقتصادية، وإذا كان هناك عمليات عسكرية روسية على أراضي جنوب روسيا، فالاقتصاد يتم وضعه جانباً، وما يؤكد ذلك، ما قاله الرئيس الروسي السابق، ديمتري ميدفيديف خلال اجتماع مجلس الأمن الروسي، “سيكون هناك عقوبات، ولكن سيضطرون بعد ذلك للحديث معنا”.
العالم أجمع اليوم في حالة صدمة في ضوء تقلبات السوق العالمي من سعر الصرف إلى أسعار الطاقة، في هذه الحالة وبعد نهاية العملية العسكرية سيعود الوضع إلى الاستقرار وسيضطر الغرب للتعامل مع روسيا مجدداً، وروسيا لديها قدرة على النهوض والنمو والتحول إن كان نحو الصين وإيران والشرق والقارة الأفريقية حيث لدينا حلفاء موثوق بهم.
سلاح العقوبات
أود هنا أن أذكر عناوين في إحدى وسائل الإعلام الأوروبية، حول ما إذا كانت أوروبا تريد أن تفرض عقوبات اقتصادية على روسيا، يجب أولاً أن تفرض هذه العقوبات على نفسها، وجويب بوريل الذي يمنع النواب الروس من زيارة أوروبا، الأخيرة من الصعب أن تصمد بدون روسيا، لكن الشعب الروسي يسطيع العيش بدون المنتجات الأوروبية كالهواتف الذكية على سبيل المثال، لذلك لا أعتقد أن العقوبات الأوروبية ستكون كبيرة ضد روسيا، لأنها ستلحق الضرر بها أولاً.
والاقتصاد الروسي كان مستعداً لهذه العقوبات ولمثل تلك القرارات.
ويجب ان نفهم ان تلك القوة السياسية التي ليس لديها جيش، حتى وإن كان لديها أموال كثيرة، غير قادرة أن تملي شروطها على أحد، إذ لا يمكن الانتصار في الحروب بسلاح العقوبات والتهديد بها، ولذلك أوروبا لا يمكنها أن تقف أمام إملاءات الولايات المتحدة لأنه ليس لديها جيش وليس لها القدرة على تطبيق وتنفيذ وعودها التي تقطعها، أما أمريكا فدورها إعطاء الأوامر لأوروبا والعالم أجمع، وهذه السياسة المرتبطة بالولايات المتحدة معروفة تماماً، لسياسيون في أوروبا مثل بوريس جونسون وأولاف شولتز هما عهانة لدولهم ولأوروبا من خلال إنكارهم لموضوع الإبادة الجماعية في دونباس، ودورهم مجرد إلقاء التصريحات والخطابات.
الرئيس بوتين حازم في قراراته، ودائماً ما يقترح التفاوض قبل أي إجراء آخر، وما قراره بهذه العملية اليوم إلا لأنه لم يكن لديه خيارات أخرى.
وبما يتعلق بكييف وانقيادها وراء الغرب، يقول نائب رئيس تحرير وكالة رياليست: غن الشعب الأوكراني، أخطأ بحساباته عندما وثق بقيادته وكان قد خاب أمله في بارشينكا، ووضع ثقته بفلاديمير زيلنيكسي الذي لا يملك أية خبرة سياسية حتى أنه لا يستطيع قيادة البلاد في حالة الحرب، وهذه هي الخطيئة الكبرى للشعب الأوكراني عندما صوّت لزيلنيسكي ضد براشينكا، فعندما عترف بوتين باستقلال جمهوريتي دوينتسك ولوغانسك، قال زيلنيكسي لشعبه، هذا أمر طبيعي عليكم أن تناموا، في ين انه خلال مؤتمره الصحفي توجه غلى الغرب وطلب منهم المساعدة.
