إنتقدت وزارة الخارجية التركية، البيان الصادر عن اجتماع القاهرة الوزاري، حول التطورات في شرق البحر الأبيض المتوسط، ووصفته بأنه “مبني بالكامل على أطروحات غير واقعية”، طبقاً لقناة السي ان ان الأمريكية.
يأتي إنتقاد الخارجية التركية على خلفية الاجتماع الوزاري الذي دعت إليه القاهرة وزراء خارجية كل من إيطاليا وفرنسا واليونان لبحث الأزمة الليبية، وتطورات الأوضاع في شرق البحر المتوسط، عقب التحركات التركية في إرسال قوات إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق الليبية بقيادة فائز السراج، حيث أجمعت الدول المدعوة على موقفها الموحد ضد أنقرة خاصة في مسألة الاتفاق الأمني والعسكري مع السراج، القاضي بالسماح لنشر قوات تركية من شانها تأزيم الوضع أكثر مما هو عليه، إضافة إلى إتفاق وهو الأهم بخصوص الاتفاق على مناطق النفوذ البحري في المتوسط.
تراشقت الأطراف كلها تصريحات حول هذا الخلاف، فيما يبدو أن هناك إصرار تركي على المضي حتى النهاية، حيث أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن هذه الإتفاقيات قانونية ولا تخالف الشرعية الدولية، وما وجودهم في ليبيا إلا لرفع الظلم، في حين أن للدول الأخرى رأي آخر، حيث إعتبروا أن النظام التركي يخالف القانون الدولي وينطلق من أطماع شخصية على حساب الأمن القومي لكل تلك الدول، خاصة فيما يتعلق بمسألة التنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط.
فيما يتعلق بمصر، و برغبة أنقرة لإرسال قوات تركية إلى ليبيا، بدأت الإدارة المصرية أخذ التدابير اللازمة، لمنع هذا الأمر، فكانت خطوتها الأولى اجتماع القاهرة التنسيقي الوزاري، والذي شجب هذ ا التدخل بكل المقاييس.
فيما ترى أنقرة، أنها بتوسعها هذا تستطيع التعويض عن خساراتها في ملف الغاز شرق المتوسط، و ذلك عن طريق إعادة طريقة تدخلها العسكري و قيامها بعمليات عسكرية عدة سواء في منطقة بعشيقة في العراق، وقصف جبل سنجار، إلى جانب العمليات العسكرية في سوريا وإستيلائها على عدة مناطق، فقام رئيس حكومة الوفاق فائز السراج بتعويضها في ليبيا، مقابل التدخل والدفاع عنه والحفاظ على العاصمة طرابلس، فمن يسيطر عيها يحكم ليبيا.
فلقد سمح السراج لتركيا بالتموضع داخل العاصمة طرابلس وبعض مناطق ليبيا عبر حكومته ذات الطابع الإخواني الذي يتوافق مع التنمية والعدالة التركي، فلم يتوقف الأمر هنا، فلقد قام أردوغان بنقل عناصر إرهابية من إدلب السورية إلى ليبيا إستكمالاً للإتفاق مع حكومة الوفاق المتداعية إن لم يقدم لها العون من الجانب التركي الذي آثر لتحقيق ذلك والسيطرة على مخزون ليبيا النفطي، فضلاً عن التنقيب عن الغاز في حوض المتوسط قبال السواحل الليبية.
من هنا، إن التحركات التركية الأخيرة في ليبيا هدفها الأول هو محاولة الحصول على مكاسب إقتصادية في منطقة شرق الأبيض المتوسط، خصوصا و أن هناك توافق مصري-قبرصي- يوناني واضح في هذا الملف. و بذلك يكون الدور الروسي أكثر إلحاحاً في هذه المسألة، خصوصا و أن روسيا تمتلك علاقات إستراتيجية رجب طيب أردوغان و أيضا تمتلك علاقات قوية مع الإداراة المصرية، و التي بدورها تقوم بتحركات على العديد من المستويات الدبلوماسية و السياسية و آخرها إتصال الرئيس عبدالفتاح السيسي بالرئيس بوتين اليوم.
فريق عمل “رياليست”