موسكو – (رياليست عربي): بعد وصول سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر إلى روسيا الإتحادية في زيارة رسمية برفقة وفد قطري رفيع المستوى، وعقده مباحثات مع فخامة الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) اليوم الخميس الموافق لتاريخ 17 أبريل نيسان 2025 في الكرملين الروسي، حيث ناقش الزعيمان العديد من القضايا الراهنة للتعاون الثنائي، وقاموا بالتركيز على المجالات الإقتصادية والإنسانية:
- أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالعلاقات الثنائية مع قطر، مؤكداً أن لدى البلدين ما يكفي من المشاريع المشتركة المهمة، بما في ذلك في قطاع الغاز، مشيراً إلى أن قطر باتت أحد الشركاء الرئيسيين لشركة (روس نفط) الروسية على سبيل المثال، ومشيراً في الوقت نفسه إلى أن قطر استثمرت قرابة 13 مليار دولار في الإقتصاد الروسي من خلال الصندوق الروسي للإستثمارات المباشرة.
- ولفت الرئيس بوتين النظر إلى أن روسيا الإتحادية وقطر تتعاونان بشكل فعال معاً في إطار منظمة مصدري الغاز، وتجريان إتصالات في المجال الإنساني، ولديهما العديد من المشاريع المشتركة في الرياضة والفن، كما أكد أن قطر تعد شريكاً رئيسياً لروسيا الإتحادية في منطقة الشرق الأوسط، وذكر أن اللجنة المشتركة (الروسية القطرية) قد عقدت أعمالها في الدوحة مؤخراً بنجاح تام، حيث تمَّ حسم العديد من الملفات بين الجانبين.
- وفيما يتعلق بالوضع الحالي في سوريا: أكد الرئيس بوتين للأمير تميم أن موسكو على استعداد لبذل كل ما يلزم من أجل الحفاظ على سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، ولذلك اقترح الرئيس بوتين على أمير قطر مناقشة تقديم المساعدة للشعب السوري بما في ذلك المساعدات الإنسانية.
- كما جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني التأكيد معاً على أنه لن يحل السلام دون قيام دولة فلسطينية مستقلة، مضيفاً بأن قطر تقوم بجهود كبيرة لحل النزاع (الإسرائيلي الفلسطيني) مؤكداً بأن هناك مبادرات جديدة حالياً، لكن موسكو ترى ضرورة للحل الدائم عبر تطبيق قرارات مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطين.
- من جانبه، أعرب أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني عن تقديره العالي لمستوى العلاقات الثنائية الحالية، مشيراً إلى أن بلاده تعتزم توقيع عدد من الإتفاقيات مع موسكو خلال الزيارة. ولذلك، دعا الأمير تميم لاتخاذ إجراءاتٍ ملموسة لتعزيز التبادل التجاري ليرتقي إلى إمكانات البلدين الكبيرة.
- كما ذكر أمير قطر أن الرئيس السوري أحمد الشرع كان في الدوحة قبل عدة أيام، وأنهما تحدثا حول عدة أمورٍ، من بينها العلاقة التاريخية الإستراتيجية بين (روسيا الإتحادية وسوريا)، حيث أكد أن الرئيس السوري حريص على بناء علاقة بين البلدين تقوم على الإحترام وتحقيق مصالح الشعبين بشكل متبادل. وأشار أمير قطر إلى أن سوريا تمر الآن بمرحلة دقيقة وحساسة، وأنه من مصلحة الجميع دعم التوجه الجديد في سوريا نحو الحفاظ على وحدة أراضيها والسلم الأهلي فيها.
- وشدد أمير قطر على أن التعاون مستمر مع روسيا الإتحادية خاصة في القضايا الساخنة في المنطقة، وبالذات في القضية المأساوية التي يعيشها قطاع غزة بسبب القتل اليومي الذي يجب أن يتوقف، مذكراً بأنه تمَّ التوصل قبل عدة أشهر ولكن إسرائيل لم تلتزم به مع الأسف. وأكد أن قطر كوسيط تسعى في محاولاتها لتقريب وجهات النظر، للوصول إلى إتفاق ينهي معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، مجدداً التأكيد على أن الموقفين الروسي والقطري، هما موقفان ثابتان وواضحان بأنه لن يكون هناك سلام بدون دولة فلسطينية مستقلة وهذا ما يتم العمل عليه مع الجانب الروسي.
- هذا وأشاد المتحدث الرسمي بإسم الكرملين (دميتري بيسكوف) بتطور العلاقات الروسية القطرية، معرباً عن أمله في أن تطلق روسيا الإتحادية وقطر عدة مشاريع لوجستية مشتركة كبيرة في المستقبل القريب، وذلك لتوسيع التعاون التجاري المتبادل المنفعة في مجالات الطاقة والزراعة والصناعة.
- وأضاف دميتري بيسكوف أن أكثرية هذه المشاريع ستكون في مجال الطاقة وتوسيع رقعة التعاون في مجال النقل بشكلٍ عام، نظراً لوجود أساس جيد من الإستثمارات بين البلدين في هذه المجالات.
- كما تحدث بيسكوف عن نجاح الشراكة الحالية التي وصفها بالمتنامية بين (جهاز قطر للإستثمار) و(الصندوق الروسي للإستثمار المباشر)، مؤكداً أن روسيا الإتحادية ستقوم خلال هذه الزيارة الهامة بالتوقيع على المزيد من الإتفاقيات والوثائق الثنائية الهامة بين البلدين.
- وأشار بيسكوف إلى زيادة التدفقات السياحية المتبادلة بين البلدين، إذ سجل التدفق السياحي الروسي إلى قطر للسنة الثالثة على التوالي ارتفاعاً بمعدل يتجاوز نسبة الـــــــــــــــــــــــــــــــ40 % بشكل سنوي، فيما عززت روسيا الإتحادية مكانتها كوجهة سياحية مفضلة للقطريين.
- كما أكد دميتري بيسكوف أن المحادثات القطرية الروسية قد تناولت العديد من المجالات الواعدة للتعاون الثنائي، لافتاً النظر إلى أن قطر تعتبر شريكاً مهماً لروسيا الإتحادية في منطقة الشرق الأوسط، ومشيراً في الوقت نفسه إلى التطور المتواصل الذي تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين، على أساس متين من الإحترام المتبادل والشراكة الإستراتيجية.
- ولهذا السبب، أشاد (دميتري بيسكوف) على كافة زيارات الشيخ تميم بن حمد إلى موسكو، مؤكداً بأنها لعبت دوراً كبيراً في زيادة وتيرة التعاون بين الجانبين، وفتحت مجالات جديدة ونقاشات هامة حول العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة وسبل حلها، وذلك منذ أن قام الشيخ تميم بن حمد بزيارات إلى موسكو في يناير 2016 وفي مارس 2018، حيث بحث مع الرئيس بوتين سبل توطيد علاقات التعاون الثنائي في عدة مجالات من بينها الدفاع والطاقة والإقتصاد والإستثمار والتبادل التجاري والبحث العلمي، فضلاً عن اجتماع الشيخ تميم مع الرئيس بوتين على هامش قمم دولية مختلفة، منها قمة منظمة (شنغهاي) للتعاون في كازاخستان عام 2023 وقمة (سيكا) في أستانا عام 2022.
- وقد وقعت روسيا الإتحادية وقطر، اليوم الخميس الموافق لتاريخ 17 أبريل نيسان 2025 على مذكرة تفاهم في مجال (التطوير البيولوجي)، وذلك على هامش زيارة الأمير تميم بن حمد آل ثاني إلى موسكو، حيث وقع هذه المذكرة من الجانب الروسي السيد (دميتري سيفوكوز) لكونه الرئيس التنفيذي لشركة (بيوكاد) الروسية، فيما وقعها من الجانب القطري الرئيس التنفيذي لهيئة المناطق الحرة في قطر السيد (محمد بن حمد بن فيصل آل ثاني)، إذ تمَّ توقيع الوثيقة بحضور وزير التنمية الإقتصادية الروسي (مكسيم ريشيتنيكوف) وحضور وزير التجارة والصناعة القطري (فيصل بن ثاني بن فيصل آل ثاني).
- وبالتزامن مع زيارة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني إلى موسكو ومباحثاته مع الرئيس فلاديمير بوتين: انطلقت أيضاً في العاصمة موسكو صباح اليوم أعمال وأنشطة (منتدى الأعمال الروسي القطري)، بحضور نخبة من رجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين من البلدين، بهدف تعزيز التعاون الإقتصادي والإستثماري بينهما، حيث بحث المشاركون في المنتدى سبل تعزيز التعاون المالي والإستثماري، وآليات التعاون في مجالات الرعاية الصحية والأدوية والسياحة والبنية التحتية الحضرية، وآفاق العلاقات في مجال النقل والخدمات اللوجستية، وبحثوا فرص الشراكة في مجالات التكنولوجيا الحديثة والإبتكار.
- وقد أوضح المتحدثون خلال جلسة هذا المنتدى من الجانبين الروسي والقطري تفاصيل وإمكانيات العديد من الإستثمارات الوازنة في روسيا الإتحادية خاصة في قطاع الطاقة والبنوك، مشيرين إلى أن مجموع الإستثمارات القطرية في الإقتصاد الروسي قد بلغ خلال العام الماضي 2024، مبلغاً يتجاوز ما قيمته 13 مليار دولار أمريكي، وهي الإستثمارات التي ساعدت روسيا الإتحادية في تخطي العقوبات الغربية التي فرضت ضدَّ الكرملين الروسي ضمن العديد من المجالات التجارية والإقتصادية.
- كما أشار المشاركون في المنتدى اليوم إلى أن صندوق قطر السيادي، أصبح مالكاً لما يقرب نسبته من 2.95 بالمئة % من رأس المال المصرح به لبنك (في تي بي) الروسي منذ العام 2013، فيما استحوذ في وقت سابقٍ خلال العام 2016 على حصة 24.99 بالمئة من أسهم مطار (بولكوفو) الروسي الدولي الواقع في مدينة (سان بطرسبورغ) عاصمة الشمال الروسي.
- كما شرح الخبراء الإقتصاديون في كلا البلدين، عملية شراء التحالف المكون من الصندوق القطري وشركة (غلينكور) التجارية الروسية حصة تبلغ 19.5 بالمئة من شركة (روس نفط) الروسية، وذلك عندما وقع صندوق الثروة السيادية القطري إتفاقيةً هامةً في العام 2021 مع بنك (في تي بي) للمشاركة في مشروع النقل العملاق (Western High-Speed Diameter)، أو ما يعرف بالطريق الغربي الدائري في مدينة (سان بطرسبرغ). كما عرض المشاركون من كلا الجانبين الروسي والقطري الخطوات التي اتخذت من قبل الوزارات المعنية في الدوحة وموسكو منذ شهر ديسمبر 2019، عندما اتفقت روسيا الإتحادية مع قطر على إلغاء تأشيرات الدخول للرحلات التي تصل مدتها إلى 90 يوماً، حيث دخلت هذه الإتفاقية حيز التنفيذ في شهر فبراير من العام 2020، وهو الأمر الذي دفع بالتعاون السياحي قدماً حيث استقبلت قطر أكثر من 100 ألف سائح روسي خلال العام 2024، بينما زار أكثر من 11 ألف سائح قطري مختلف أقاليم ومناطق روسيا الإتحادية.
- وأعرب المسؤلون الحكوميون المشاركون في هذا المنتدى اليوم عن أملهم في زيادة حجم التبادل التجاري بين الدوحة وموسكو، خاصةً وأن حجم التجارة بين روسيا الإتحادية وقطر لم يتجاوز عتبة ما قيمته 175.5 مليون دولار فقط، في الوقت الذي بلغ فيه مستوى الصادرات الروسية إلى قطر مبلغ 175.5 مليون دولار، بينما لم تتخطى الصادرات القطرية مبلغاً قيمته 51.45 مليون دولار، على الرغم من الأموال التي وضعتها قطر في روسيا الإتحادية، وهو الأمر الذي حثَّ الخبراء والمعنيين الإقتصاديين المشاركين في منتدى اليوم ليعرضوا حلولهم من أجل إزالة العوائق التي تحول دون تطوير هذا التبادل عبر مختلف وجهات النظر التي طرحت خلال جلسات هذا المنتدى الهام.
آراء المراقبين والمحللين والخبراء في مراكز الدراسات السياسية والإستراتيجية الروسية والعالمية:
- تحدث العديد من المراقبين والمحللين والخبراء في مجال العلاقات الدولية من المختصين بملف العلاقات (الروسية – القطرية) وتطور هذه العلاقات في جميع المجالات السياسية والإقتصادية والتجارية والإجتماعية والعلمية والثقافية، حيث أثنوا على موعد هذه الزيارة وأهميتها في هذا الوقت بالذات والذي يأتي بالتزامن مع الإنفراج السريع الذي تشهده العلاقات (الروسية – الأمريكية) مما يلفت النظر إلى الدور القطري المناط بالدوحة حالياً لمتابعة ما تمَّ الإتفاق عليه سابقاً بين الأمريكيين وقادة الكرملين الروسي في مختلف المجالات.
- ولهذا السبب تحدث الخبير والمحلل الروسي (ليونيد سلوتسكي) والذي يترأس حالياً لجنة الشؤون الدولية في مجلس النواب الروسي (الدوما)، فأكد أن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني قد أثبت بما لا يدعو للشك بأنه زعيم قوي خلال 12 عاماً له في الحكم (على حد وصفه وتقديره)، وأن قطر شريك إستراتيجي لروسيا الإتحادية. مشيراً إلى أن قطر باتت شريكاً إستراتيجياً موثوقاً به للغاية ضمن عدد من المشروعات الهامة ذات الأهمية للبنية التحتية في روسيا الإتحادية ضمن قطاعات الطاقة والنقل، فضلاً عن الإستثمارات في مختلف مجالات الإقتصاد الروسي.
- كما أشاد (ليونيد سلوتسكي) بجهود الوساطة التي تبذلها قطر من أجل وقف الحرب الحالية في أوكرانيا، ومساهمة قطر في قضايا إنشاء نظام عالمي متعدد الأقطاب، وكذلك الحفاظ على دور منظمة الأمم المتحدة في الشؤون الدولية، والمساعدات الإنسانية لسوريا.
- فيما يرى خبير إقتصادي روسي آخر، هو سعادة السيد (دينيس مانتوروف) والذي يشغل حالياً منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الروسي، أن العلاقات الإقتصادية بين قطر وروسيا الإتحادية باتت مرتبطة بقوة، مشيراً إلى أن هناك تعاوناً كبيراً بين البلدين خاصة على مستوى المجالات الإقتصادية، فضلا عن وجود العديد من الفرص الإستثمارية المشتركة في البلدين، والتي من الممكن الإستفادة منها لتوسيع حجم التعاون الإقتصادي بينهما.
- وأضاف الخبير الروسي (دينيس مانتوروف) إلى أن البلدين تمكنا من وضع أساس جيد لتعزيز التعاون في عدة مجالات واعدة مثل التجارة، والإستثمار، والصناعة، والزراعة، والنقل والخدمات اللوجستية، والبنية التحتية، والتقنيات الرقمية، والثقافة، فضلاً عن الرياضة والسياحة.
- وأشار (دينيس مانتوروف) إلى أنه في إطار زيارته الأخيرة إلى الدوحة خلال شهر مارس من العام الجاري 2025، تمَّ عقد الإجتماع الخامس لأعمال (اللجنة الروسية القطرية المشتركة للتعاون التجاري والإقتصادي والتقني)، حيث بدأت الهيئات المعنية في البلدين بتنفيذ الإتفاقيات التي تمَّ التوصل إليها، لا سيما في مجال الصناعات الدوائية.
- فيما تحدث خبير روسي ثالث، هو الخبير الإقتصادي الكبير (أليكسي إيغارمين)، والذي يشغل منصب مدير الغرفة التجارية (الروسية القطرية) عن التعاون بين قطاعي الأعمال الروسي والقطري، فأشار الخبير إلى أن رجال الأعمال مهتمون بالتعاون بمجالات مثل السياحة والطب والفضاء، لأن كافة رجال الأعمال في قطر وروسيا الإتحادية لديهم اهتمام في تطوير شركاتهم في هذه المجالات والتعاون أيضاً في مجال التقنيات عالية الدقة، وكل هذا يعد جزءاً من المجالات المهمة بالنسبة لرجال الأعمال في كلا البلدين، ومضيفاً أن وسيا الإتحادية تمتلك التقنيات الجيدة التي تلقى اهتماماً، كما أن العلاقات بين البلدين تتطور على أساس هذه الخبرات وهذه التجارب لبناء هيكلية لتكون مفيدة للبلدين.
- أما من الجانب الخبراء والمحللين العرب: فقد أكد الدكتور (أحمد غيث الكواري) المستشار والخبير في العلاقات الدولية، أن زيارة الأمير تميم بن حمد آل ثاني إلى العاصمة الروسية موسكو، تكتسب أهمية استثنائية تتجاوز نظيراتها من الزيارات السابقة، نظراً لما تشهده الساحتان الإقليمية والدولية من تطورات متسارعة، ولذلك فقد كانت الأهمية الفعلية للزيارة تنبع من الظروف الدقيقة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، لاسيما في الأراضي الفلسطينية، وقطاع غزة، والأزمة غير المستقرة أمنياً حتى الآن في الجمهورية العربية السورية، فضلاً عن تداعيات الحرب (الروسية الأوكرانية).
- فيما أوضح خبير خامس، هو الدكتور (الحواس تقية) المشرف على وحدة الدراسات الخليجية في مركز الجزيرة للدراسات في الدوحة، أن زيارة الأمير تميم بن حمد إلى موسكو ستفتح المجال للتوافق بين القيادتين القطرية والروسية بشأن دعم استقرار الدولة السورية الحديثة، عبر منع محاولات زعزعة الإستقرار من قبل بعض الأطراف التابعة للنظام السوري السابق، وهو ما سيساعد روسيا الإتحادية في الحفاظ على قواعدها الإستراتيجية، وسيدعم جهود قطر في بسط الأمن والإستقرار بالتعاون مع الحكومة السورية الجديدة.
- أما الخبير السادس، وهو الدكتور (لقاء مكي) الباحث في مركز الجزيرة للدراسات، فأكد بأن زيارة سمو الأمير تميم إلى موسكو تكتسب أهمية خاصة في ظل التحديات السياسية والإقتصادية العالمية حالياً، مشيراً إلى أن روسيا الإتحادية تعد من أكبر منتجي الغاز عالمياً، إلى جانب قطر وإيران.
- وأشار الخبير (لقاء مكي) أن ما يجعل التنسيق الثلاثي بين هذه الدول (روسيا الإتحادية وقطر وإيران) ضرورة إقتصادية وإستراتيجية. هو أن جانباً كبيراً من العلاقات (القطرية الروسية) بات يتركز على التعاون في قضايا الطاقة، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أهمية قطر كوسيط دولي أثبت فعاليته في ملفات عدة، منها الوضع الأمني في أفغانستان، ودول القرن الإفريقي، وغيرها من مناطق العالم المتوترة.
- بينما يرى خبير سابع هو الدكتور (فؤاد القيسي) وهو الأستاذ المحاضر في معهد الدوحة للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن زيارة الأمير تميم إلى موسكو تكتسب أهمية استراتيجية بالغة في هذا التوقيت بالذات، نظراً لتأزم الحرب (الروسية – الأوكرانية) على الرغم من محاولات الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) للتهدئة، مشيراً إلى أن هذه الزيارة ستفسح المجال لمتابعة ما تمَّ بحثه بين الجانبين خلال زيارة وزير الخارجية الروسي (سيرجي لافروف) إلى الدوحة نهاية شهر فبراير 2025، والتي تلتها زيارة أخرى هامة للنائب الأول لرئيس الوزراء الروسي في شهر مارس 2025، في مؤشر واضح على تطلع الجانبين لتوسيع التعاون، خاصة في مجالي الطاقة والدبلوماسية، مشدداً على أن زيارة سمو الأمير تميم إلى روسيا الإتحادية حالياً باتت تندرج أيضاً ضمن الدور المحوري الذي تضطلع به دولة قطر ضمن الوساطة الدولية، وجهودها الرامية إلى إرساء السلام في مختلف مناطق العالم.
خاص وكالة رياليست – حسام الدين سلوم – دكتوراه في تاريخ العلاقات الدولية – خبير في العلاقات الدولية الروسية.