قالت مصادر مطلعة إن تركيا تسحب قواتها من موقع عسكري في شمال غرب سوريا حاصرته قوات الحكومة السورية العام الماضي، لكنها تعزز وجودها في أماكن أخرى بالمنطقة، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
ما حقيقة إنسحاب القوات التركية من مورك؟
في سابقة لم تقدم عليها القوات التركية في وقتٍ سابق، إيان ما كانت الخارطة العسكرية الميدانية، تميل لصالحها خاصة في الشمال السوري، ففي العام الماضي 2019، إستطاع الجيش السوري عبر إطلاق عملية عسكرية واسعة من تطهير مدينة مورك بريف حماة الواقعة على طريق حماة – حلب الدولي، وتبعد عن محافظة حماة حوالي 30 كيلومتراً، والتي كانت تحت سيطرة تنظيم جبهة النصرة، آنذاك، وفيها نقطة المراقبة التركية رقم /9/ التي أصبحت عملياً محاصرة كلياً من القوات السورية، ليأتي نبأ الإنسحاب مطابقاً لتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عندما قال “لن نبقى في سوريا إلى الأبد”، فقام العض بربط تصريحه بمسألة الإنسحاب في حين أن الواقع غير ذلك.
إن الإنسحاب كما أشرنا أعلاه غير مرتبط بالتصريحات التركية على الإطلاق، بل أن وضع نقطة المراقبة التركية كوضع القنبلة الموقوتة، أي تصرف غير مدروس قد يحدث معركة بينهم وبين الجانب السوري، فالإطباق على النقطة هو من الجهات الأربع، لكن ولحفظ ماء الوجه كانت قد أعلنت القوات التركية، عن نقل معداتها من مورك إلى جبل الزاوية في ريف إدلب الشمالي، فلو كان الأمر مرتبطاً بما قاله أردوغان، لتمّ الإنسحاب إلى الداخل التركي بدلاً من جبل الزاوية.
لماذا الآن؟
الجدير بالذكر أن نقطة المراقبة التركية التاسعة تعد من أكبر نقاط المراقبة التركية في مناطق خفض التصعيد في سوريا، وتم الإنسحاب بالتنسيق مع القوات الروسية بعد إخطارها بهذا التطور، فلقد صرح المسؤولون الأتراك ان الإنسحاب قائم ما لم يحدث أي مستجدات على الأرض، لكن هذا الأمر عارٍ عن الصحة، ولا يمكن أن يُبنى عليه هدفاً إستراتيجياً قوياً، فما دامت القوات العسكرية التركية منتشرة في الشمال السوري فهذا الأمر لا يعدو أكثر من كونه تغيير لوجيستي وإنتقال من منطقة إلى أخرى، إنما مع التسريبات الأخيرة التي تحدثت عن مفاوضات أمريكية مع دمشق، وزيارة وفد أمريكي رفيع المستوى مؤخراً إلى سوريا لحلحة الملفات العالقة قد يكون له إرتباط جزئي بالمسألة التركية، فلقد بين الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلاته الأخيرة لوسائل الإعلام الروسية أن الإنسحاب الأمريكي والتركي حتمي من الأراضي السورية، وإن لم يتم بالطرق الدبلوماسية والسياسية، والقانون الدولي الغائب حالياً، ستكون المقاومة الشعبية هي الحل الوحيد، وهذا يدفع إلى طرح سؤال مهم، إن تفعيل هكذا بند على الأرض لا يمكن له أن ينجح دون الدعم الروسي، والتي إلى الآن تعمل بالطرق السياسية وعبر القنوات الدبلوماسية رغم تكشف الوقائع أمامها خاصة من الشريك التركي.
من هنا، إن إنشغال تركيا بالملف الأرميني – الأذري هو أساس التدخلات الخارجية لديها، وبعد تصريح رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أن هدف أنقرة من الحرب في ناغورنو قره باغ ليس تحرير أراضي أذربيجان كما تقول، بل هو السعي للسيطرة على خطوط إمدادات الغاز إلى أوروبا، ويبدو أنه الملف الأهم لها بعد ليبيا، خاصة وأن الخارجية الروسية ذكرت أن عملية نقل 1000 مرتزق من ليبيا وسوريا إلى أذربيجان جاري التحضير لها، ما يعني هناك عملية إفراغ للإرهابيين من الجبهة السورية، خاصة وأنهم أصبحوا عبء ثقيل، وصراعهم مستمر فيما بينهم.
فريق عمل “رياليست”.