قالت الرئاسة التركية إن الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان اتفقا على مواصلة التعاون العسكري والسياسي الوثيق خلال محادثة هاتفية تناولا فيها الأوضاع في ليبيا وسوريا، وأضافت أن الرئيسين اتفقا على مواصلة السعي للاستقرار في منطقة شرق البحر المتوسط، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
وتؤكد التطورات الأخيرة في الملفين السوري والليبي، إتخاذ خطوات تصعيدية ليست جديدة بمضامينها، إنما الجديد فيها، إستثمار جائحة “كورونا” العالمية وإستغلال ظروف الإغلاق العالمي والإجتماعات الدولية، رغم إستمرار البعض منها عبر تقنية الفيديو، لكن إدخال التعزيزات العسكرية للجانبين التركي والأمريكي إلى سوريا بشكل كثيف مؤخراً، وتعزيزات تركية عسكرية مرقة بمرتزقة سوريين وغيرهم، إلى ليبيا، يؤكد الإنتقال إلى مراحل متقدمة من الوجود الأجنبي في تلك الدولتين.
فعلى الصعيد السوري، وبحسب الإستخبارات العراقية، أن تنظيم داعش نفذ ما يقاب 64 عملية إرهابية في سوريا والعراق، فقط في شهر رمضان، وكان أشدها وأعنفها الأسبوع الأخير من الشهر الكريم، حيث ذكرنا في مواضيع سابقة، أن القوات الأمريكية قامت بتهريب العديد من قيادات التنظيم ونقلتهم من الشرق السوري إلى أربيل في كردستان العراق، ولوحظ مؤخراً هجمات التنظيم بالنسبة للعراق تركزت في كركوك وديالى والأنبار، وعلى مقربة من الحدود السورية – العراقية.
وإستمراراً لخلط الأوراق، وتنظيم داعش ما هو إلا البداية، نشرت مواقع غربية عديدة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعطى الأوامر لقواته المتواجدة في سوريا، بإحراق محاصيل القمح في ريف الحسكة، المادة الإستراتيجية لسوريا والتي كانت تحقق الإكتفاء الذاتي للدولة السورية، إنما شوهدت مروحيات القوات الأمريكية وهي تلقي بالونات حرارية فوق الأراضي الزراعية وإنحرقت آلاف الهكتارات المزروعة بمادة القمح، يُضاف إلى ذلك قيام القوات التركية بالقرب من مناطق سيطرتها في مدينة رأس العين أيضاً بحرق المحاصيل هناك، كما وقامت ميليشيا قسد بذات الممارسات، ما أنهى حلم المزارعين بتحقيق أي عائد من تلك المحاصيل.
أما على الصعيد الليبي، وبعد ان كان دور الولايات المتحدة يقتصر على قصف مواقع للتنظيمات الجهادية المختلفة على الأراضي الليبية، كانت قد اوهمت الجميع أن لا مصالح لها في ليبيا، لكن مع تقاطع المعلومات الإستخباراتية بأن المرجح للتواجد الأمريكي في سوريا أن ينتهي في اية لحظة رغم ضبابية المشهد على المدى المنظور، وأن الوجهة الأساسية لواشنطن هي أفريقيا عبر ليبيا، وهذا ينطبق على ليبيا الغنية بالثروات الطبيعية، وما يؤكد حقيقة هذا الوضع هو الإعلان التركي عن التنقيب عن النفط الليبي، فالواقع يقول أن تركيا ما هي إلا واجهة للإدارة الأمريكية في المسألة الليبية.
من هنا، إن إتصال الرئيس الأمريكي بنظيره التركي، يؤكد أن مساعي الحليفين لا تتوقف عند حدود معينة، فليس هناك وقت أفضل من الوقت الحالي لتنفيذ المخططات وهذا ما تم تأكيده من إعلان إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية، بالمحصلة، إن سوريا قد لا تكون ذات نفع إستراتيجي لواشنطن، لكنها ذات أهمية عالية لأنقرة، ما يعني بقاء واشنطن في سوريا يضمن للأتراك مصالحهم في الداخل السوري، يُضاف إلى ذلك بروز أزمة تركية – عراقية جديدة من خلال سد إليسو التركي الذي سيقوض حصة العراق المائية من نهر دجلة، ما يعني أن المنطقة وإن إنتهت من الأزمات الحالية إلا أنها مقبلة على أزمات خطيرة تتعلق بالأمن القومي “ماء وغذاء” لبعض دول الشرق الأوسط.
فريق عمل “رياليست”.