القدس – (رياليست عربي): تزيد إسرائيل من غاراتها في الضفة الغربية وتسلح المستوطنين اليهود، وفي الوقت نفسه ، يفقد الفلسطينيون الذين عاشوا أصلاً في هذه الأراضي منازلهم بشكل متزايد، حيث يضطرون إلى ترك مزارعهم والبحث عن مأوى في المدن المجاورة.
وعلى الرغم من أن التهجير القسري أصبح ممارسة منذ حرب الأيام الستة عام 1967، إلا أن التصعيد الحالي في غزة لم يؤد إلا إلى تفاقم محنة الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية.
منذ بداية الصراع الأخير في 7 أكتوبر/تشرين الأول بين إسرائيل وحماس، أُجبر الفلسطينيون من الضفة الغربية بشكل متزايد على مغادرة أراضيهم الأصلية، والتخلي عن محاصيلهم وأشجار الزيتون التي يملكونها.
ووفقاً للبيانات الرسمية الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فقد تم تهجير حوالي 2000 فلسطيني من أراضيهم بسبب عنف المستوطنين الإسرائيليين منذ عام 2022، بالإضافة إلى ذلك، فإن 43% منهم من الأشخاص الذين اضطروا للرحيل بعد أحداث 7 أكتوبر.
كما ا تخفي إسرائيل سياستها المتمثلة في طرد السكان المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية، في الآونة الأخيرة فقط كانت هناك حالة مماثلة: يعيش حوالي 12 مجتمعًا بدويًا في المنطقة الواقعة بين رام الله (عاصمة السلطة الفلسطينية) وأريحا، “لقد عاشوا جميعاً في مدن الخيام وعاشوا حياة البدو”.
ونتيجة لذلك، طردهم اليهود من ممتلكاتهم، واضطر السكان إلى إخلاء القرى المجاورة، خاصة إلى دير جرير (مدينة تبعد 11 كم عن رام الله).
أيضاً، يحاول المستوطنون بكل الطرق الممكنة منع الفلسطينيين من تربية الماشية، وللقيام بذلك يقومون بقطع مصادر المياه حتى لا يتمكنوا من سقي الماشية، كل هذا يصاحبه هجمات مستمرة عليهم، ونتيجة لذلك، لم يعد لدى الناس أي وسيلة أو قوة للبقاء في الأماكن التي يمارسون فيها الأنشطة الزراعية، واضطروا إلى مغادرة أراضي أجدادهم.
أما بعد 7 أكتوبر، يقوم المستوطنون باستفزازات، ويسرقون الماشية، ويأخذون كل المحصول، ولا يسمحون بالعمل في المراعي، حيث تلعب الزراعة دوراً خطيراً للغاية بالنسبة للسكان الفلسطينيين، ليس فقط من الناحية المادية، ولكنها تمثل أيضاً شيئاً مقدساً بالنسبة لهم، حيث تعتبر أشجار الزيتون رمزاً للشعب الفلسطيني ونضاله وتاريخه.
اليوم، من خلال أفعالهم، يقوم الإسرائيليون باقتلاع الفلسطينيين من أيديهم ليس فقط جذور الأشجار المثمرة القديمة، ولكن أيضاً ذكرى أسلافهم وتراثهم للأجيال القادمة.
بالتالي، لا تزال مشكلة الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية دون حل حتى يومنا هذا، بعد حرب الأيام الستة عام 1967، عندما استولت القوات الإسرائيلية على قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية ومرتفعات الجولان وشبه جزيرة سيناء، بدأ الإسرائيليون في التحرك إلى هذه المناطق، الآن يتم تشجيع هذه الممارسة من قبل الهياكل الرسمية في إسرائيل.
وهذا كله قد يؤدي إلى تصاعد الأحداث وتوسيع رقعة الصراع بالنظر إلى الاستهدافات الآتية من خارج أسوار فلسطين.