تعرضت العاصمة السورية فجر اليوم إلى إعتداء إسرائيلي بثلاثة صواريخ أطلقت من الجليل، إستهدفت منزل القيادي في حركة الجهاد الفلسطيني أكرم العجوري في حي مزة فيلات غربية، بالقرب من السفارة اللبنانية، بالتزامن مع إغتيال القيادي في سرايا القدس، بهاء أبو العطا في غزة في فجر اليوم أيضا، طبقا لوكالة سانا السورية.
حول هذا العدوان وأهدافه، والرسائل التي تريد إسرائيل إيصالها، يقول الأستاذ إيهاب زكي، الصحافي والكاتب السياسي الفلسطيني، لـ وكالة “رياليست بالعربي” الروسية:
تعويض عن الفشل
تعرضت القدرة الردعية لـ “إسرائيل” للكثير من التصدع، وهذا يُعتبر خطراً شديداً على استراتيجياته، وهذا العدوان هو محاولة لإعادة التأكيد على هذه القدرة واليد الطولى للعدو، هذا من جانب ومن جانب آخر هو الوضع الداخلي الصهيوني، حيث الفشل في تشكيل حكومة بما يعنيه ذلك على مستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السياسي بل ومستقبل إسرائيل عموما.
صيد ثمين
في أسوأ بيئة استراتيجية لإسرائيل منذ نشأتها يذهب نتنياهو للتصعيد، وهذا يؤشر إلى طمأنة من أطراف ذات نفوذ لدى حركة حماس، حيث تقوم “إسرائيل” بالصيد الثمين مقابل تصعيد مؤقت، يتم الضغط بعدها على حماس وتقوم حماس بدورها بالضغط على الجهاد الإسلامي للاكتفاء بردٍ محدود، وهذا يضيف نقاطاً داخلية إلى رصيد نتنياهو، ويبدو أنّ هذا العدوان لا يخرج عن غير هذه العقلية، وما سيحدد شكل ومدى المواجهة هو ردّ الجهاد الإسلامي وطبيعته، والطريقة التي سيتلقى بها العدو هذا الردّ، وعملياً فقد بدأت الاتصالات مع حركة حماس لإعادة الهدوء والطلب لها عدم الذهاب للتصعيد، وقد أصدرت حركة حماس بياناً قالت فيه إن استمرار العدو في ارتكاب الجرائم سيجعلنا نذهب إلى التصعيد، وهذا البيان يستبطن حق الجهاد الإسلامي في الردّ مع ضمان ابتلاع العدو لردّ الفعل هذا مقابل الذهاب لإعادة التهدئة، خصوصاً إذا ما ربطناه مع تصريح أمين عام الجهاد الإسلامي زياد النخالة.
جولة تصعيدية
إن نتنياهو لا يرغب في التصعيد على الإطلاق، بقدر رغبته في تشكيل حكومة، وسيتعامل مع التصعيد بالشكل الذي يخدم هذا الهدف، ولكنه ليس الطرف الوحيد، فهناك دائماً نقطة اللاعودة، وحتى هذه اللحظة لم تصل الأمور إلى هذه النقطة، أي الذهاب إلى حربٍ شاملة على قطاع غزة، فالوصول إلى هذه النقطة لا أحد يضمن البقاء عندها، حيث احتمال توسع دائرة الحرب أي تعدد الجبهات تصبح مسألة واردة، ويأخذها العدو بعين الاعتبار، وأعتقد أنّ الفصائل الفلسطينية لن تسمح بتغيير قواعد الاشتباك، وهذا يعني أنّ على نتنياهو أن يتراجع قبل الوصول لنقطة اللاعودة، واستيعاب الرد الفلسطيني والعودة لقواعد الاشتباك القائمة، حتى تكون مجرد جولة تصعيدية جديدة دون الذهاب إلى حربٍ شاملة.
إيهاب زكي- الصحافي والكاتب السياسي الفلسطيني، خاص لـ وكالة “رياليست” الروسية