وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في زيارة مفاجئة إلى تونس بعد الانتخابات الرئاسية التونسية في توقيت يحمل أكثر من علامة إستفهام، خاصة وأن الملف الليبي تطورات إقليمية ودولية، يتكشف عنها موقف تونس الرسمي الجديد وأهداف أنقرة من هذه الزيارة بالإضافة إلى زيارة دولة التشاد حيث ستكون حصة الأسد من نصيب ليبيا والأوضاع فيها، في المحادثات دون معرفة ما هو المطلوب من تلك الدول في الوقت الراهن. طبقاً لوكالات إخبارية.
بشكل عام، يمكن فهم زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إطار الانخراط التركي الاستراتيجي تجاه القارة السمراء.
ولكن هذه الزيارة الحالية إلى تونس وربما تشمل دول أخرى، تأتي في سياقات جديدة نسبياً وهي:
أولاً. حشد الدعم الديبلوماسي لقمة كوالامبور الماليزية 2019، من أجل بناء تكتل سياسي ستكون تركيا بلداً رائدا داخل هذا التكتل؛ فبكل تأكيد تونس الديموقراطية الناشئة ستكون جزءا من هذا التكتل او هكذا قادته.
ثانياً: هناك أيضاً التطورات في ليبيا ربما تدفع أنقرة لتدخل عسكري مباشر ربما يأخذ صورة أكبر في المراحل المقبلة. حيث يسعى النظام التركي ايضا لحشد الدول الإقليمية لهذه الخطوة من جهة، ومن جهة أخرى يريد قطع الطريق على الأطراف الإقليمية الأخرى الداعمة لفريق المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، والتي ربما تحاول أيضاً إثارة دول المنطقة ضد التدخل التركي لصالح الحكومة الشرعية.
علاوة على ذلك؛ تأتي هذه الزيارة إلى تونس كمؤشر على تحول في السياسة الخارجية التركية لجهة:
تجاهل حملات الدعائية للمحور الإقليمي الذي تشكل عقب ثورات الربيع العربي والمعادي للنظام التركي، إضافة إلى منافسة هذا المحور في ميادينه، وليبيا أول هذه الميادين في هذا الحراك الإقليمي التنافسي.
خاص “وكالة “رياليست” – الأستاذ عباس محمد صالح عباس – كاتب وسياسي وصحافي سوداني.