واشنطن – (رياليست عربي): حذر الرئيس الأميركي جو بايدن مجدداً، الصين، من مغبة التورط بدعم روسيا عسكرياً أو اقتصادياً، جراء الحرب الدائرة بين موسكو وكييف، وبالرغم من أن الموقف الصيني من الحرب الأوكرانية ما زال يتسم بالحياد، إلا أن تقارير غربية تحدثت عن دعم بكين لموسكو بشكل كبير خلال الأشهر الماضية، طبقاً لقناة “سكاي نيوز عربية“.
وكان قد صرح السفير الصيني لدى واشنطن، تشين جانغ، بان الصين ملتزمة بحيادها وإن قدمت أية مساعدات ستكون إنسانية فقط، مستنكراً حجم المعلومات التي وصفها بـ “المضللة” التي تنقل أخبار أنها تقدم دعماً عسكرياً إلى روسيا.
وبالنظر إلى الحالة الروسية، من الناحية الاقتصادية، روسيا جل ما تستورده من الخارج كماليات وليس حاجيات ضرورية أو أساسية، وهي مكتفية ذاتياً تقريباً من كافة النواحي، أما عسكرياً، فهي دولة مصدرة للسلاح لا مستوردة له، بالتالي، ليست بحاجة الصين أو غيرها، وما إن أعلنت عن فتح باب التطوع، هناك مئات الآلاف من المتطوعين حول العالم اختاروا القتال إلى صفها متى ما رغبت باستقبالهم، مع التأكيد على ملاحظة غاية في الأهمية، وهي: روسيا لم ترد إلى الآن على الغرب وفق معاييره، فهي لو قطعت النفط، من المؤكد أن في ذلك خسارة لها لكن وبنفس الوقت، سيسبب ذلك ضرراً لأوروبا على مختلف الصعد، وهذا ما يفسر جولات بريطانيا وألمانيا إلى دول الخليج لتأمين بديل عن النفط الروسي.
فإن قررت روسيا وقف تصدير النفط والغاز إلى أوروبا، ستسبب زلزالاً اقتصادياً هائلاً لن يهدأ بأقل من استقالة حكومات لفشلها في إدارة أزماتها، أما إن قررت روسيا وقف تصدير المعادن، فإن من شأن ذلك، أن يشل القطاع الصناعي الأوروبي فضلاً عن ارتفاع الأسعار الكبير، وهذا قطعاً ما لا تريده بروكسل، أما لجهة تأميم الشركات الغربية رداً على تجميد أصولها، قد يدفع الغرب الى مراجعة حساباته.
لكن ما تريد روسيا إيصاله للعالم أجمع، أنها شريك موثوق في السلم والحرب، ولا ترد بالمثل على كل من غرز خناجره في صدرها، فهي لا تزال قوية ولا يزال في جعبتها الكثير من الأوراق القوية من كافة النواحي، ولم تخفِ تعاونها مع الصين قبل وأثناء وبعد الحرب على أوكرانيا، لكن للصين حسابات تتعلق بها، ولا دخل لموسكو بهذا الأمر، أقله فيما يتعلق بأزمة تايوان.
بالتالي، التهديدات الأمريكية غير مهمة بالنسبة لموسكو أو بكين، فقد استوردت حاجتها من الغاز المسال وستستمر بذلك، طالما لا يشكل ذلك أية مخاطر على أحد، والأهم من هذا وذاك، أنها ليست البلد الذي يرى في الولايات المتحدة شريكاً موثوقاً، وبالتأكيد لا تستطيع واشنطن إجبارها على فعل شيء يتعارض وسياساتها وتحالفاتها التي بنتها طوال عقود.
خاص وكالة رياليست.