الرياض – (رياليست عربي): وصل الأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية إلى الإمارات، حليفة بلاده التي تخوض غمار منافسة اقتصادية متزايدة معها، وذلك ضمن جولة خليجية، واستقبل بن سلمان، الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي لدى وصوله إلى العاصمة الإماراتية في زيارة تستمر يومين، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
وتأتي جولة الأمير محمد بن سلمان قبل قمة خليجية ستُعقد هذا الشهر وكذلك وسط المحادثات بين طهران والدول الكبرى الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 الذي انتقدته دول الخليج العربية لأنه لم يشمل البرنامج الصاروخي الإيراني وسياسة طهران الإقليمية.
بعد إيران!
إن زيارة ولي العهد السعودي إلى الإمارات أتت مباشرة بعد عودة الوفد الإماراتي من العاصمة الإيرانية طهران، والتي ضمت أيضاً وفداً سورياً تزامنت زيارته إلى طهران مع وصول الوفد الإماراتي، هذه الزيارة أتت في حراك دبلوماسي إماراتي واسع، مؤخراً، عنوانه العريض (وصل المنقطع) وتجديد للسياسة الخارجية الإماراتية التي بدأت برسمها عملياً منذ انسحاب قواتها من تحالف دعم الشرعية في اليمن، وإعادة فتح السفارة في العاصمة السورية دمشق، لتتسارع هذه الخطوات مجدداً مع بعض الخصوم، كإحياء العلاقات مع تركيا وتوقيع اتفاقيات استراتيجية مهمة، لتكون زيارة طهران هي الأهم لتشابك ملفات عدة متورطة فيها إيران بشكل عملي، لعل الأبرز فيها الملف اليمني، في ضوء تصاعد الهجمات الحوثية على منشآت حيوية سعودية سواء نفطية أو مطارات وما شابه ذلك.
فإذا ما تم الاتفاق بشكل غير معلن وهو ما يبدو عليه خاصة مع تسليم دعوة للرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي لزيارة أبو ظبي، هذا يعني أن دولة الإمارات نجحت في مسعاها التي تريده، وقد تكون باكورة هذا السعي، جلوس الأطراف المتحاربة على طاولة حوار برعاية إماراتية، وضغط إيراني على الحوثيين.
إحتواء التوترات الإقليمية
تقول المعلومات أن ثمة تنافساً اقتصادياً بين المملكة والإمارات، وهذا أمر طبيعي، يحدث بين الجميع، لكنه لم ولن يكون سبباً لتدهور العلاقات أو حتى فتورها، فكما زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مخراً أبو ظبي، زار الدوحة وأيضاً الرياض، وتم توقيع اتفاقيات في عدة اتجاهات، من الممكن القول إنها بسوية واحدة، لكن غموض الموقف الأمريكي الذي يركز على روسيا وأوكرانيا، وضع جانباً منطقة الشرق الأوسط.
إذ تعتبر الولايات المتحدة الداعم الأول لدول الخليج، لكن مع فتور وغموض الأوضاع الأخيرة، من حق تلك الدول التوجه شرقاً لاستمرار تصاعدها الاقتصادي وسط رؤىً وخطط اقتصادية وضعتها إن كانت الإمارات أو السعودية، وهذا لا يمكن له أن يتحقق إذا لم يتم علاج كل الملفات الساخنة التي ترعاها الإمارات الآن، وأن تعمل على احتوائها لتغيير المشهد العام ككل والذي تأثر بسببه الجميع.
وتأتي زيارة الأمير محمد بعد زيارة مسؤول إماراتي كبير لإيران، وذلك في أحدث مسعى إماراتي لإصلاح العلاقات مع المنافسين ومن بينهم تركيا، وبالتالي، إن الأيام القليلة القادمة تنذر بتبدلات إقليمية واسعة، لكن المفتاح مع الإمارات هذه المرة.
خاص وكالة رياليست.