كابول – (رياليست عربي): قال المبعوث الأمريكي لدى أفغانستان، زلماي خليل زاد، إن اتفاق الدوحة هو الأساس لحل الصراع في أفغانستان، طبقاً لموقع قناة “الجزيرة”.
تأتي تصريحات المبعوث الأمريكي لدى أفغانستان، في وقت استولت فيه حركة طالبان على مقر مديرية جوند بولاية بادغيس غربي أفغانستان.
لكن هل يعني ذلك أن مفاوضات الدوحة فشلت؟ وهل تستطيع طالبان السيطرة على السلطة بالقوة؟ وكيف سيكون رد فعل الولايات المتحدة الأمريكية في ضوء تحديد سقف زمني للانسحاب؟ هذه الأسئلة وغيرها، اليوم هي موضع تداول بين الأطراف المعنية إزاء هذا الملف الذي يبدو أن يتجه نحو تعقيدات تتقاطع مع وجود سيناريوهات ضمنية يُراد منها نسف الجهود السياسية، وعودة الأمور إلى المربع الأول.
هذا الأمر يضع واشنطن أمام مفترق طرق، وبخاصة الإدارة الأمريكية الجديدة، التي أكملت ما بدأته الإدارة السابقة في وضع يدها مع حركة إرهابية ورفع العقوبات عنها أو على أقل تقدير تصديق حركة امتهنت القتل طوال سنوات، تُرضخ دولة عظمى بحجم الولايات المتحدة، هذا أمر أصبح مألوفاً لدى أمريكا، في أن تتحالف مع أي جهات كانت مقابل إتمام مصلحتها، حتى لو تطلب الأمر إراقة الدماء.
وبالتالي، ما دعا إليه المبعوث الأمريكي حول تشكيل الحكومة الجديدة في أفغانستان عبر الحوار والمفاوضات، الاستيلاء على السلطة في أفغانستان بالقوة ليس مقبولاً، وقوله إن “قواتنا ستنسحب من أفغانستان لكن واشنطن باقية وستساعد الأفغان”، هذا يعكس حجم التخبط الحالي للإدارة الأمريكية، لأنه من غير الممكن أن تبقى واشنطن بدون قواتها على الأرض، ولا يمكن أن تسلّم بهذه الجزئية التي من المتوقع أن تتملص منها على ضوء هذه التطورات، أما الاستيلاء على السلطة بالقوة فهو أمر وارد خاصة وأن الفترة الأخيرة شهدت احداثاً دامية من تفجيرات واستهدافات وانفلات الأوضاع الأمنية.
هذا الأمر يقول وبدون أدنى شك، إن محادثات الدوحة لن تنجح، ولن يتحقق شيء أي قد لا يتم الاستيلاء على السلطة الأفغانية، لكن يعيد الأمور إلى ما كانت عليه، هذا الوضع هو الأقرب للمنطق على الأقل في الوقت الحالي.
بالتالي، كما بدأ النجاح السياسي في ليبيا ينهار، وبدأت الدول الأفريقية الأخرى تتداعى، أفغانستان ليست أوفر حظاً، هي من الدول المهمة للتواجد العسكري الأجنبي، وبخاصة الأمريكي، لذلك انهيار الاتفاقات وشيك رغم التصريحات المتفائلة بشأنها.