1–تنفيذاً للإتفاق الروسي – التركي، إنسحبت مجموعات إرهابية مسلّحة من شمال شرق سوريا، لتدخل القوات الروسية الموجودة هناك مع بعض من قوات قسد إلى كل من الداودية والعزيزية والعريشة والجميلية، التابعة لناحية تل تمر شمال غرب محافظة الحسكة، في مشهدٍ يؤكد الوجود الروسي بكل ثقله في شرق الفرات، وقطع الطريق على حدوث أي تطورات خاصة في المسارين التركي والأمريكي.
2-مع عودة العمليات العسكرية إلى الشمال السوري، بدأ سلاح الجو السوري والروسي بتنفيذ عددٍ من الغارات التمهيدية على معقل التنظيمات الإرهابية المسلحة في محافظة إدلب، ليتم بعد ذلك إطلاق العملية البرية خلال 42 ساعة، في سياق ذلك، دمر سلاح الجو الروسي قاعدة يتمركز فيها عناصر جبهة التحرير الوطني في بلدة حاس بريف إدلب، كما أن الهجوم المرتقب سيكون على المحور الجنوبي الشرقي من المحافظة، والذي سيبدأ في أي وقت يحدده قادة الميدان.
3-قامت وحدات من الجيش السوري بتنفيذ عددٍ من صليات المدفعية على المحور الجنوبي من محافظة إدلب، مستخدمة أنظمة إطلاق صواريخ متعددة، وطائرات ذات هجومٍ خفيف، من نوع موستانغ الذاتي الدفع، ومدفعية إس 60 المضادة للطائرات، ويشار إلى أنه تم إستخدام هذه الأسلحة لأول مرة في العام 2017 خلال معارك مدينة تدمر في البادية السورية وسط البلاد، ما يؤكد أن عودة المحور الشمالي إلى واجهة الأحداث وأن تطورات جديدة ستدخل حول نوعية المعارك المقبلة خاصة لجهة إمتلاك أسلحة حديثة.
4-سيطرت القوات الروسية على القاعدة سيرين بعد إنسحاب القوات الأمريكية منها في شمال سوريا، بالقرب من محافظة حلب، إذ تعتبر هذه القاعدة هي الأكبر من حيث المساحة في سوريا، اللافت أن الدخول الروسي إليها بعد تمشيطها وتأكيدهم لوجود كافة مستلزمات الجنود الأمريكيين، ما يعني أن عملية الانسحاب حدثت بسرعة دون أي توضيح من الجانب الأمريكي، فسرعة روسيا في التمركز فيها كي يقطعوا الطريق على الأمريكيين قبل تدمير مدرجات الهبوط والإقلاع كما يفعلون مع كل إنسحاب، حيث أكدت القوات الروسية أنها ستجعل من القاعدة مركزاً للمهام الإنسانية في تلك المنطقة.
5-أفادت وسائل إعلام روسية، ان روسيا تنوي إستئجار مطار القامشلي في شمال شرق البلاد، لإقامة قاعدة جوية لها، مما يتيح للروس مراقبة المناطق عن كثب خاصة التحركات الأمريكية في المنطقة إلى جانب العراق، الأمر الذي يؤكد أن خروج أي قوات أجنبية سواء بموافقة الحكومة السورية أو بطرق غير شرعية هو بعيد المنال، وأن هناك سباق روسي وأمريكي حيال التواجد في تلك المنطقة ومراقبة أحدهما الآخر.
الملف السياسي:
6-عثرت الشرطة التركية في مدينة إسطنبول، على جثة تعود لـ لو ميسورييه مؤسس منظمة الخوذ البيضاء في سوريا، مقتولاً في منزله، بينما رجحت مصادر أخرى أن يكون قد تم إغتياله، نظراً لإرتباطه مع هيئة تحرير الشام الإرهابية، من جهة أخرى إتهمت بعض الأوساط المعارضة من السوريين الموجوديين في تركيا، روسيا بأنها هي من تقف حلف إغتياله، على خلفية نشرها في وقتٍ سابق أن هذه المنظمة تدعم الإرهاب.
7-الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على إنشاء قاعدتين عسكريتين جديدتين لها في محافظة الحسكة، القاعدتان الجديدتان تقعان ضمن الحزام المتفق عليه تسيير دوريات أمريكية – تركية مشتركة في تلك المنطقة، ومع الإنتهاء من التمركز فيهما، يصبح عدد القواعد الأمريكية الحالية 7 ومعظمها قريبة من حقول النفط والغاز السوري.
8-كشفت الشرطة العسكرية الروسية أن تواجدها في شمال شرق سوريا، يأتي في سياق حماية المدنيين هناك، خاصة مع معلومات تتحدث عن فرار عدد كبير من سجناء داعش، في تلك المنطقة، وتحديداً قطع الطريق على أي محاولات تركية أو أمريكية هناك، في ظل تمركز أمريكي وتركي إلى جانب وجود قوات سورية وأخرى كردية، ما ينذر أن المنطقة قد تشهد تطورات متسارعة لعل أكثر ما يقلق منها، حدوث صدام عسكري بين تلك القوى وخروج الأوضاع عن السيطرة.
9-في بيان لقوات سوريا الديمقراطية، جاء فيه أنه لا نية لهم من تقسيم سوريا بأي طريقة كانت، هذا الكلام يدلل على أن القوات الكردية إستفاقت وتريد التحالف مع القيادة المركزية في دمشق وضحد أي مزاعم تتحدث بما هو منافٍ للحقيقة، لكن بشرط ضمان حقوقهم، بحسب البيان المذكور.
10-حلقت طائرة مسيرة أمريكية في أجواء محافظة اللاذقية وطرطوس في مهمة إستخباراتية لها، وتم رصدها فوق القاعدة الجوية الروسية في منطقة حميميم بريف المحافظة، كما وتابعت هذه الطائرة مسيرها إلى فوق السواحل اللبنانية والإسرائيلية برحلة دامت 10 ساعات، إذ حدث هذا الأمر بعد نية روسيا إنشاء قاعدة لها في مطار القامشلي في شمال شرق البلاد، الأمر الذي لم يعجب واشنطن فكانت طريقتها في إيصال رسائلها عبر التجسس فوق المقار الروسية في سوريا.
من هنا، تتسارع الأحداث الأمنية والسياسية في سوريا، في ظل تخبط أمريكي واضح، تارةً بالإنسحاب الكامل وتارةً أخرى بإنشاء قواعد عسكرية جديدة، فضلاً عن أن روسيا هي الأخرى، توسع من تواجدها العسكري في سوريا، لتمتلك المياه الدافئة على المتوسط وحتى حدود العراق من جهة الشمال الشرقي، إذاً بعد هذه التطورات، إن الساحة لم تعد تتسع لصراعات قوى إقليمية على الأرض السورية، فتمدد الحلفاء والأصدقاء لا ينذر بأي بوادر إقتراب من أي حل على المدى المنظور، بل هو سباق عسكري وإتباع الفعل يقابله فعل، فهذا التواجد لن يخلق بيئة صحية لأي حل يلوح في الأفق، إذ يبدو أن الموضوع برمّته يرتبط بالتوافق الأمريكي- الروسي، وسيبقى رهيناً لما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إذ يبدو أن بيضة القبّان للرئيس الأمريكي دونالد ترامب هي في سوريا، ومن خلالها يعتقد أنها قد تتيح له إمكانية ضمان ولاية جديدة عبر إنسحاب أو إبقاء جنوده في المنطقة.
فريق عمل “رياليست”