أنقرة – (رياليست عربي): وقعت كل من الإمارات وتركيا 10 اتفاقيات بين البلدين خلال زيارة ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، الشيخ محمد بن زايد لأنقرة لأول مرة منذ 12 عاماً، طبقاً لوكالات أنباء.
الاتفاقيات شكلت قطاعات كثيرة منها، مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، صندوق سيادي مشترك، بورصة مشتركة، تعاون بنكي، شؤون جمركية، مجال الطاقة، ومجال البيئة، الأمر الذي أنعش الليرة التركية جزئياً بعد هبوط شديد كان أن يطيح بالنظام الاقتصادي التركي، إلا أن لهذا التعاون برنامجاً تعاونياً سياسياً، يجب تفعيله واقعاً لينجح التعاون الاقتصادي بين الجانبين، وبخاصة أن المستفيد الأول هي تركيا.
تصحيح الأخطاء
بدأ الرئيس التركي سياسة داخلية جديدة يصحح فيها مسار أكثر من عقد كامل لكسب وتأييد الشارع مجدداً، خاصة وبحسب استطلاعات الرأي أن شعبيته هبطت هي الأخرى على خلفية الواقع الاقتصادي، فقد أوعز لمبعوثين الذهاب إلى 1585 بيتاً من بيوت الجمع الخاصة بهذه الطائفة والتي تشكلما بين 15 و20 في المئة من سكان تركيا البالغ عددهم 84 مليون نسمة وتميل في الغالب إلى تيار يسار الوسط وترتاب في أهداف حزب العدالة والتنمية، للاستماع إلى قائمة المظالم الطويلة من الطائفة، خاصة لجهة إهمالها في عهد أردوغان وه في موقع يحتاج كسب تأييد الشارع التركي بكل مكوناته.
إلا أن هذا المسار لم يعد ينطلي على أحد، ولن ينجح فيه أردوغان إلا إذا عاد وكسب التأييد الدولي وبخاصة الأمريكي كالسابق، حينها من الممكن القول إنه من الممكن كسب المعركة الانتخابية المقبلة في العام 2023، خاصة وأن المعارضة التركية تحاول الذهاب إلى انتخابات مبكرة وقطع الطريق عليه، لكن ولكونه الرئيس لا يزال يمسك بكامل المؤسسات كما القرار التركي لا يزال بيده.
فسحة أمل
مع توقيع الاتفاقيات مع الإمارات، تنفس أردوغان الصعداء قبيل انهيار وشيك، لكن هذا الأمل يحتاج إلى توافق سياسي في الإقليم خاصة وأن الأمور تذهب نحو الاستقرار ولو جزئياً في المنطقة، ففي الملف الليبي، من المنتظر أن يكون 24 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، علامة فارقة في المستقبل السياسي الليبي، ما يعني التطبيع الدولي والإقليمي ليس مع حكومات مؤقتة، منتخبة أممياً، بل مع رئيس دولة، تقول المعطيات إن فرص شرق ليبيا أقوى من الغرب الليبي، ما يعني خسارة أردوغان لقاعدته الشعبية في حال نجح أحد المرشحين من الشرق الليبي، وبالأمس اقترح الاتحاد الأفريقي بسحب المرتزقة التابعين لدوله، ما يعني أنه لم يبقَ على الأرض سوى المرتزقة السوريين والقوات التركية والتي ستخرج بقرارات دولية لا باتفاقيات لاغية مع حكومة انتهى عهدها.
وفيما يتعلق بالملف السوري، الإمارات كانت في دمشق بل تركيا، وتم التباحث حول الكثير من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبالطبع الدور التركي إحداها، أبوظبي اليوم تريد ترتيب الوضع الداخلي للإقليم سلمياً ولا يتم ذلك إلا إذا جلس الأطراف جميعاً على طاولة حوار واحدة، قد يشعر أردوغان بخطورة الموقف وهو المحارب الأوقى لشخص الرئيس الأسد، والحليف الأقوى للمعارضة السورية، لكن عندما بدأ يتقرب من مصر بادر مباشرةً إلى إغلاق القنوات المعادية لمصر كالإخوانية على سبيل المثال، أما في الحالة السورية، من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة بدء إخراج جحافل الإرهاب من الشمال السوري، خاصة مع احتمالية عودة القوى الكردية لكنف الدولة السورية.
يضاف إلى ذلك، أن الولايات المتحدة الأمريكية، خففت جزئياً عقوباتها على سوريا، ما يعني أن الأمور في خواتيمها، وهذا هو دور الإمارات الحقيقي من محاولة رأب الصدع في دول المنطقة، على عكس ما يُشاع وهو إيجاد مكان ما بدل العربية السعودية، التي هي الأخرى تريد حلولاً على الأقل للأزمة اليمنية التي توليها الاهتمام الأكبر، إلا أنها سبق واستقبلت وفوداً رسمية سورية في وقت قريب، بالتالي، العثرة الوحيدة التي من الممكن أن تضغط على أنقرة هي الدوحة، فالكل متفق على إنهاء صراعت الإقليم، إلا قطر التي لا تزال ترغب بلعب دورها الأساس وهذا لن ينجح في ضوء التقدم الكبير للإمارات والذي بدأ عملياً منذ العام 2018.
خاص وكالة رياليست.