اعترضت الدفاعات الجوية السورية، أهدافا معادية، وتصدت لعدوان إسرائيلي من فوق الأجواء اللبنانية، وتمكنت من إسقاط عدد من الصواريخ قبل الوصول إلى أهدافها، حيث تسببت الغارات الإسرائيلية بالقضاء على ثلاثة مدنيين، وإصابة أربعة بينهم طفل جراء سقوط شظايا صواريخ إسرائيلية على منازل في بلدتي الحجيرة والعادلية في ريف دمشق.
تكرر إسرائيل إعتداءاتها على سوريا بشكلٍ مستمر، وسط إنشغال المجتمع الدولي بأزمة وباء “كورونا”، بينما الجميع يتسائل لماذا لتكتفي سوريا بصد العدوان، ولا تقوم بالرد على هذه الإعتداءات؟
إن ما تقوم به إسرائيل، يظهر للعيان أنه موجه ضد حزب الله اللبناني وإيران، وأن الإعتداءات المتكررة على الأراضي السوري، قد تجبرهما على الخروج منها، إلا أن ما يقوم به حقيقةً ما هو إلا لصرف النظر عن فشله الداخلي، خاصة وأن الجميع يعلم أن طهران موجودة بطلب رسمي من الدولة السورية “الشرعية” لكن تل أبيب تنكر هذه الحقيقة رغم تكرارها مراراً، وقبل الدخول في الصمت السوري، هناك صمت روسي واضح، ويتبين بأن موسكو تغلب مصالحها وما تقتضيه على المصالح الأخرى على الرغم من أنها حليف دمشق وشريك إيران، فهل تريد فعلاً روسيا خروج إيران من سوريا كما يروّج البعض!
إلى ذلك، قد تكون الدولة السورية منهكة بفعل عشر سنوات من الحرب التي لم توفر شيء، لكن وبذات الوقت، يعلم الجميع أن إسرائيل ليست بالقوة التي تمكنها من فتح حرب وخاصة مع إنتشار وباء كورونا، الذي طال الولايات المتحدة الأمريكية كأكثر عدد حالات وفيات وإصابات في العالم، ما يعني أن إسرائيل وحيدة في هذا الطموح ما يؤدي إستبعاد هذا السيناريو على الأقل مؤقتاً ريثما يتم إيجاد حل للجائحة العالمية.
حيث أن إسرائيل عندما تكثف هجماتها على أمكنة وبلاد معينة فهي بذلك تريد حرف الأنظار عن مشروع تريد له إبصار النور في أية لحظة، فمع تأجيل صفقة القرن مؤقتا، يمكن أن يكون التصعيد الإسرائيلي من خلال الاعتداءات على سوريا تقف خلفه أهداف ثانوية قد يصنفها البعض هكذا، لكن على المقلب الآخر، على الجميع أن يعلم أن إعلان إسرائيل ضم غور الأردن وبعض المناطق في فلسطين المحتلة إلى زعامته خلال الشهرين القادمين يمكن أن يوضح هذا الجانب المجهول من المعادلة.
من هنا، لا هدف لإسرائيل اليوم إلا تنفيذ خططها، وتوسيع رقعة دولتها المزعومة، ومن ثم القضاء على حزب الله وإخراج إيران من المعادلة، لكن ما تعلمه تل أبيب جيداً أن هذا العامل لن يتحقق وتحققه مرهون بفتح جبهة شاملة يعلم الجميع متى تبدأ، لكن نهايتها غير معلومة.
خاص – فريق عمل “رياليست”