وكالات الاستخبارات الروسية لاحظت زيادة في أعداد المتطرفين في صفوف العمال المهاجرين من جمهوريات آسيا الوسطى. وفقا للخبير السياسي أندريه سيرينكو “الحديث هنا عن فئة جديدة، يمثلوا فلاحو الأمس، الذين يتم تجنيدهم بالفعل في صفوف الجماعات الإرهابية على أراضي روسيا”.
فأوضح سيرينكو في مقابلة مع بوابة Politrus قائلا “أن معظم العمال المهاجرين من بلدان آسيا الوسطى يتم تجنيدهم من قبل أنصار تنظيم داعش (المحظور على الأراضي الروسية) و تتم هذه العملية هنا على أراضي الإتحاد الروسي و ليس في داخل بلادهم. وهناك عدة أسباب لذلك أبرزها: أن هؤلاء المهاجرون بعيدون عن أقاربهم وعائلاتهم، و نمط حياتهم العادية، الأمر الذي يؤدي بهم إلى العزلة النفسية، والشعور بالوحدة، إضافة إلى كل هذا، فهؤلاء المهاجرون لا يعيشون في بيئة اجتماعية ودية في روسيا. و من هنا تستغل داعش والجماعات المتطرفة الأخرى بنجاح هذه الوحدة والشعور بالعزلة لصالحهم ويبدأون في تقديم مساعدات لهم ودعمهم ماديا في كثير من الأحيان “.
وأشار إلى أن “أعضاء المنظمات الإرهابية يفضلون المساعدة بالمال، لأن هذا له تأثير نفسي كبير في أعين العمال من طاجيكستان وأوزبكستان وقرغيزستان وغيرها من جمهوريات آسيا الوسطى، إن الانفصال عن الوطن يجعل المهاجر يستجيب لأي طلب أو اقتراح بالانضمام إلى أي جماعة جديدة، وحينها تتم عملية تأسيس هذه الجماعات على أسس من المفاهيم الإسلامية المتطرفة، ومن أجل الحفاظ على الأصدقاء الجدد في هذا العالم الغريب بالنسبة للمهاجرين، فإن عليهم التعاطي مع المفاهيم والمجندين في تنظيم داعش، و يضيف الخبير أن المناخ العدواني يدفع المهاجرين في كثير من الأحيان إلى تبني أفكار داعش الموجودة في روسيا”.
واقترح سيرينكو إصلاح التشريعات والقوانين المتعلقة بالهجرة في روسيا، فضلاً عن الممارسات الحقيقية للعمل مع المهاجرين، من أجل “حرمان ممثلي داعش من فرص تجنيد المجاهدين الجدد من بين المهاجرين العاملين، ومنعهم من أن يصبحوا جنودا ومقاتلين”.
وأضاف سيرينكو أن “الابتزاز والضغط من قبل الشرطة على هؤلاء المهاجرين، بالإضافة لدفعهم الجبايات للبلطجية، والعلاقات العدائية بينهم وبين السكان المحليين كل هذا تستغله داعش، مما يؤكد أن مؤيد الخلافة المحتمل ليس لديه خيار إما أن يتسامح مع البلطجة والتحرش من جانب “الكفار”، أو أن يصبح محاربًا مجاهدا من أجل الدفاع عن شرف المسلمين والانتقال من أراضي “الكفار” إلى الأراضي التي توجد فيها الشريعة كسوريا والعراق وأفغانستان وباكستان وغيرها”.
واختتم الخبير السياسي بالقول إنه في هذه الحالة لا يتعلق الأمر بتغيير بسيط لمكان الإقامة، بل يتعلق بـ “هجرة جديدة” أي الانتقال إلى بلاد الإسلام من أجل المشاركة في الجهاد في سبيل الله، وذلك لأن الجهاد يمثل ذروة الإسلام في تفسيرات ومفاهيم داعش “.