واشنطن – (رياليست عربي): قبل عام واحد فقط، تكتسب ما كان يعتبر أزمة غير متوقعة بين تكساس، التي كانت تدعمها الولايات الجمهورية “الحمراء”، والسلطات الفيدرالية الأمريكية، زخماً، وفي قلب الصراع تكمن قضية المهاجرين الذين يدخلون أمريكا بشكل لا يمكن السيطرة عليه من الجنوب، وقد دعمت 25 ولاية بالفعل تكساس وتخلت عملياً عن طاعة واشنطن، متجاهلة موقف إدارة بايدن والديمقراطيين، ويحدث كل هذا على خلفية الانتخابات التمهيدية الرئاسية الأولى والفوز الساحق الذي حققه ترامب في نيو هامبشاير.
الخلفية
رفض حاكم ولاية تكساس جريج أبوت الامتثال لقرار المحكمة العليا الأمريكية وأمر الحرس الوطني بمواصلة مراقبة الحدود مع المكسيك، حيث يصل ملايين المهاجرين إلى الولايات، وفي ديسمبر/كانون الأول 2023 وحده، عبر 225 ألف شخص الحدود الجنوبية للولايات المتحدة قادمين من المكسيك، ودخل معظمهم البلاد بطريقة غير شرعية، وفي عام واحد فقط، زاد عدد سكان أمريكا بمقدار 1.6 مليون نسمة، حوالي مليون منهم من المهاجرين.
واليوم يواصل الحرس الوطني في تكساس العمل بنشاط على إقامة الحواجز – العوامات والأسلاك الشائكة، ولا يُسمح للقوات الفيدرالية، أي حرس الحدود، بالتواجد هناك، ويشير الحاكم أبوت نفسه إلى الدستور ويطلق على الرئيس الحالي للولايات المتحدة جو بايدن لقب “الرئيس الإجرامي” الذي يرفض الامتثال لقوانين الهجرة، وبحسب فوكس نيوز، أصدرت إدارة بايدن إنذاراً نهائياً لأبوت: وقف التعسف على الحدود والخضوع لمطالب واشنطن، الوقت اللازم لإكماله هو 24 ساعة.
وتستمر المواجهة بين قوات الأمن على الحدود منذ أشهر، لكنها وصلت الآن إلى مستوى جديد، حيث رفضت تكساس الانصياع لقرارات واشنطن، وكان موقفها مدعوماً بالفعل من 25 ولاية – بما في ذلك ألاباما، وألاسكا، وأركنساس، وفلوريدا، وجورجيا، وأيداهو، وإنديانا، وأيوا، ولويزيانا، وميسيسيبي، وميسوري، ومونتانا، ونبراسكا، ونيفادا، ونيو هامبشاير، والشمال داكوتا، أوهايو، أوكلاهوما، تينيسي، كارولينا الجنوبية، داكوتا الجنوبية، يوتا، فيرجينيا، وست فرجينيا، وايومنغ، كما تحدث الرئيس الأمريكي السابق (وربما المستقبلي) دونالد ترامب دعماً لولاية تكساس.
وتعد أزمة الهجرة الجانب الأهم في الانتخابات الرئاسية لعام 2024 في الولايات المتحدة، في الوقت نفسه، تختلف سياسات الحزبين بشأن هذه القضية بشكل جذري: إذا كان الجمهوريون يدعون إلى فرض رقابة صارمة، فإن الديمقراطيين مستعدون لإضفاء الشرعية على جميع المهاجرين، خاصة وأنهم إحدى مجموعات الناخبين الأساسيين “الزرقاء”.
ويشتعل الصراع على خلفية انهيار اتفاق الهجرة في الكونغرس (وهو الجزء الأهم في مسألة تخصيص الميزانية لأوكرانيا، إذ يأتي القرار في حزمة واحدة).